يؤكد الخبير البريطاني المتخصص في شؤون الدفاع في كلية كينغز بلندن ، سير تيموتي غاردن ان القوات الاميركية البريطانية لن تبدأ معارك السيطرة على بغداد قبل منتصف أبريل حيث تحتاج هذه القوات الى تعزيزات كبيرة.. مضيفا كثيرون في الاوساط العسكرية استغربوا تدني عدد القوات البرية التي ارسلت الى العراق، لقد كانوا على حق .
وقال ان التقدم الكبير الجريء، التقدم السريع للقوات (الاميركية والبريطانية)، الذي كان اسرع من المتوقع، جعلها تواجه مشكلة امتداد خطوط الامداد اللوجستي على مسافات طويلة، على طول محاور ينبغي الدفاع عنها ولا يمكن اعتبارها آمنة .
ويتابع ان سرعة العمليات كانت ملفتة لكن اثيرت شكوك حول الاستراتيجية العسكرية وكان الاحرى ان يبدأ القتال بقوات اكبر حجما . ويقول الآن، على القوات الاميركية البريطانية ان تقرر بين خيارين: هل تستمر وترى ما اذا كان بامكانها ان تقوم بذلك بالرغم من المناوشات التي تتعرض لها خطوط الامداد، ام تنتظر وصول تعزيزات والعمل وفق القواعد التقليدية .
ويضيف ما سيحدث بلا شك، ان القوات المتحالفة ستبطئ من تقدمها وستقوم بتأمين خطوط امدادها باكبر قدر، بانتظار ما يمكن ان يحدث خلال ذلك، كحدوث تمرد شيعي على سبيل المثال . وباختصار، يقول المحلل ان تقدم (القوات الاميركية والبريطانية) خلال وقت قصير كان ملفتا، لكن هذا لا يعني انه كان شديد الذكاء. النظرية القديمة التي تقوم على نشر قوة اكبر واخذ الوقت حتى يتم تقليص القدرات العسكرية للعدو من خلال الطيران قبل زج قوات على الارض، اكثر ضمانة بكثير .
ونظرا الى امتداد العراق على مساحات شاسعة بحوالي 440 الف كيلومتر مربع، اي بما يوازي مساحة فرنسا، لا بد من ارسال تعزيزات كبيرة قبل البدء بهجوم على بغداد، كما يقول تيموتي غاردن. ويضيف يلزم مائة الف رجل اضافي للهجوم على العاصمة العراقية (..) وهذه التعزيزات لن تصل قبل منتصف نيسان/ابريل. قيادة اركان التحالف الأمريكي البريطاني ستضطر على الارجح الى الانتظار حتى ذلك الحين .
وعلى سؤال بشأن السيناريو الذي يرجحه للهجوم على بغداد، وهو سيناريو قد يخلف الكثير من القتلى، يقول تيموتي غاردن انه لا يتفق مع خطة (وزير الدفاع الاميركي دونالد) رامسفلد باللجوء الى القوة الضاربة ، عبر اعمال قصف كثيفة.
ويوضح ان الطريقة الوحيدة هي في الاستيلاء على المدينة باستخدام المشاة، تدريجيا، حيا بعد حي، وتأمينها. هذا امر معقد، سيخلف خسائر فادحة في الجانبين. لكني لا ارى وسيلة اخرى للقيام بذلك . وفي مقابلة مع محطة تلفزيون سكاي نيوز بثتها السبت، قال المتحدث باسم القوات البريطانية في العراق، ال لوكوود، انه يعتقد ان على القوات المتحالفة ان تعيد انتشارها قبل المرحلة المقبلة، اي الهجوم على العراق.
وكمثل كثير من زملائه الغربيين، فوجىء تيموتي غاردن بالتكتيك الذي اتبعه العسكريون العراقيون الذين تخلوا عن اسلوب حرب المواقع التي ورثوها عن العهد السوفيتي او المواجهات التقليدية. وادت طرق المواجهة التقليدية هذه الى هزيمتهم الفادحة في 1991. اما هذه المرة فاختار العراقيون توزيع قواهم وتنفيذ عمليات مناوشة وحرب العصابات.
ويقول تيموتي غاردن لقد تعلموا الدرس وادركوا انه لا يمكن ان يكسبوا ان واجهوا القوات الاميركية مباشرة، بطريقة تقليدية .