لست كاتبا صحفيا محترفا ولا حتى هاويا ولست بصدد تقديم خطبة حماسية او مقالة بلاغية ولكنني مواطن عربي مسلم ضاق ذرعا بما يراه من تخاذل وضعف امته العربية شعوبا وحكومات في ظل العدوان السافر الذي تتعرض له الامة العربية.. لقد سئمنا السلبية التي نعيشها ولعدم رغبتي في ان اكون جزءا منها رأيت ان من اضعف الايمان ان ابدي رأيي واوضح وجهة نظري وموقفي من العدوان الامريكي البريطاني المشين على العراق ومن موقف الدول العربية تجاه ذلك العدوان وانا على ثقة من انه يمثل موقف شريحة كبيرة من مجتمعاتنا العربية التي تشاركني نفس الآراء والمشاعر كما تشاركني الآمال بأن تلقى تلك الاراء والمشاعر صدى لدى الحكومات والشعوب.
لقد سئمنا اقتصار دور الجامعة العربية على عمل مهندس الديكور الذي يعمل على تحسين وتجميل صورة الحكومات ومحاولة اخفاء ماوصلت اليه من ضعف وفرقة بهدف تهدئة الشعوب وذلك باصدار بيانات جميلة الشكل خالية المضمون تفتقد الالزامية وبالتالي تخلو من الجدية، اتفاقية دفاع مشترك ثم قرارات بالاجماع بعدم التعاون مع الطرف المعتدي على بلد عربي مسلم في الوقت الذي كانت ولا تزال بعض الدول الاعضاء تقدم للعدو المعونات المادية والمعنوية.
لكي تتعدى تلك القرارات دورها الشكلي التجميلي وتتحلى بالجدية يجب ان تتخذ جامعة الدول العربية اجراءات تضمن التزام جميع الدول الاعضاء بها وتفرض عقوبات تطبق في حق من يخالفها حتى لا نكون محل سخرية الغرب والشرق.
هناك حقائق واضحة يعرفها الجميع ولكن يجب الا تغيب عن اذهاننا، اولها ان الحكومة الامريكية تفتقد لاي مصداقية وثانيها ان العدوان الامريكي يمثل انتهاكا سافرا لكل قانون وعرف ودين وثالثها ان اهدافه هي تحقيق مصالح امريكية صهيونية وان نتائجه ـ اذا نجح في تحقيق تلك الاهداف لا سمح الله ـ سوف تتعدى العراق لتشمل جميع دول المنطقة بل والعالم الاسلامي بشكل عام وقد يمثل مقدمة لاعتداءات لاحقة على دول اسلامية اخرى مما يجعلنا ملزمين امام الله ليس فقط بعدم التعاون مع العدو ولكن برد ودحر العدوان الذي تتعرض له امتنا بكل الوسائل الممكنة.
من المثير للاستغراب انه في الوقت الذي يرى فيه البعض وجوب الجهاد والدفاع عن العراق عسكريا ويطالب آخرون باستخدام النفط كسلاح في مواجهة الغطرسة الامريكية بينما يدعو آخرون الى ضرب المصالح الامريكية اينما كانت ويرى البعض الاخر الاكتفاء بمقاطعة الشركات الامريكية الا اننا نجد ان هناك من افقده حرصه على مصالحه الشخصية الحس الوطني وانساه تعاليم ديننا الحنيف بحيث لا يرى مانعا من التعامل مع شركات العدو بل وتسهيل دخولها الى الوطن العربي وعملها فيه في سبيل تحقيق مصالحه.
لقد حان الوقت لكي نتحلى بشيء من الشجاعة والمسئولية وبعد النظر ونتخذ موقفا واضحا وقويا لنصرة الدين والحق لاسيما وقد من الله علينا بامكانيات يمكن ان نستخدمها في سبيل تحقيق اهدافنا والاهم من ذلك ان من علينا بدين الحق وجعلنا مؤمنين مسلمين نرجو ثوابه ونخشى عقابه، قال تعالى: (ان تكونوا تألمون فانهم يألمون كما تألمون وترجون من الله مالا يرجون).
في الختام يجب ان نحيي الكفاح البطولي للشعب العراقي الذي لم يرض على اختلاف فئاته ومذاهبه ـ بمن فيهم المعارضون لحكومتهم ـ بالتدخل الاجنبي حتى لو كان فيه خدمة لمصالحه ويجب ان نتعدى مطالبتنا للحكومات بالتصرف في مواجهة العدوان الى ان نعمل ـ كل على قدره وحسب امكانياته ـ في التصدي للاخطار التي تستهدف امتنا الاسلامية في اطار ما تفرضه علينا عقيدتنا وعروبتنا ووطنيتنا وكرامتنا بالشكل الذي لا يمس امن واستقرار اوطاننا بدءا بالتأكيد على وقف فوري لاي شكل من اشكال التعامل الاقتصادي على مختلف المستويات الشعبية والحكومية في الوطن العربي مع اي جهة امريكية.