الامين العام لمجلس القوى العاملة..نقدر لكم جهودكم المخلصة فيما تبذلونه من جهود نابعة من الوطنية حول تطبيق السعودة كهدف تسعى اليه قيادتنا الحكيمة لمصلحة الوطن والمواطن وايجاد فرص عمل لمختلف فئات الشعب السعودي وفق متطلباته الحياتية ورغم ان هذه الحملات تسير ضمن الاطار المحدد لها وادراكنا التام حاجتها الى الوقت والجهد المضني والعقبات التي تعيقها لسبب او لاخر الا ان التعاون الجاد والمخلص من ابناء هذا الوطن سوف يساهم في تحقيق هذا الهدف لاسيما حين يدرك الجميع ان مصلحتنا كمواطنين تفرض علينا القيام بمسئولياتنا دون اعتبار لمن ينظر الى مصلحة خاصة ووقتية ربما حققت له مكاسب مادية غير مشروعة وكما قال سمو ولي العهد - حفظه الله - مخاطبا المواطنين ( الله الله في بلادنا فلا بارك الله في مال كبر من خلال هذا الوطن وهجر من صاحبه) ولعلنا ندرك مغزى هذا التعبير عن الواقع الذي نعايشه من سلوكيات يرفضها كل مخلص لوطنه واهله.
ومن هنا يجب ان نعترف بحقيقة لا يمكن تجاهلها لنصل الى الهدف من قرار السعودة وتطبيقه ما امكن ومواجهة الامر الواقع بكل صدق ولا مجال ان ندفن رؤوسنا في الرمال ونقول نجحنا في القضاء على التستر وسعودنا بلادنا بنسبة لا تصل الى 30% من حاجة السوق للسعوديين العاملين والمستثمرين فعليا وليس اسميا ..بودنا طرح بعض الأراء حول تطبيق السعودة من خلال عدة خطوات نعلم انكم اتخذتموها ضمن وسائل كثيرة في سبيل التطبيق ومشاركة منا نعيد ونذكر بها لعل وعسى ان تحرك بعض الادارات الحكومية وتعين القيادة لما فيه الخير للوطن والمواطن نوجزها فيما يلي:
1- دور المواطن لن يحل المشكلة ابدا لاسباب نذكر منها عدم توافر الصلاحية، ربما يواجه بالتهديد والوعيد وبالحقد والحسد، المواطن ليست لديه القناعة الكافية بجدية الموضوع حين يرى المسئولين بالادارات الحكومية يستعينون بالاجنبي من سائق وفراش ورئيس عمال ورئيس مشتريات وغير ذلك من الوظائف ولسبب ربما نتفق عليه جميعا هو (السرية والخصوصيات) وهنا مربط الفرس.
2- اعضاء مجالس المناطق هم من رجال الاعمال واصحاب المصانع والمستثمرين في السوق السعودي ولا يطبقون السعودة في العمالة من (الفراش والسائق والسكرتير ومدير المصنع والمستشارين) فكلهم اجانب فكيف يكون الحال عند غيرهم!! وهذا تناقض صريح وعقبة كبرى في طريق السعودة حيث ان بعض هؤلاء يستفيد من هذه الصفة بلا جدال!! والسؤال الذي يطرح نفسه ما الحكمة من انتخاب عضو المنطقة من رجال الاعمال؟؟ اليس من المفيد والمساند لقرار السعودة اختيار عضو المنطقة من العلماء والاكاديميين المتخصصين في هذا المجال.
3- فيما يخص التستر وتسيب العمالة يمكن القضاء عليها بالخطوات التالية:
1/ انشاء مكاتب وطنية بمسمى (مكتب السعودة ومكافحة التستر) في المحافظات والمراكز تحت اشراف ادارة عامة بامارة المنطقة مرتبط بوزارة الداخلية مباشرة تتولى هذه المكاتب حصر المحلات التجارية والصناعية المختلفة عن طريق سجلات التراخيص في البلديات وتطبيقها على ارض الواقع بالتنسيق مع مكاتب العمل من حيث النشاط وعدد العمال واسماء اصحاب المحلات وعناوينهم.
2/ قصر العمل في المحلات التجارية وادارتها على السعوديين فقط كشرط على منحه رخصة المحل ومن يخالف يطبق بحقه النظام.
3/ منع الباعة المتجولين بين المناطق من العمالة الوافدة الذين يتواجدون على مداخل المدن وبعيدا عن الرقابة.
4/ منع العمالة المعمارية من العمل خارج نطاق مؤسسة الكفيل وعنوانه حيث ان الملاحظ وجود عمالة تعمل في المدن والقرى النائية بعيدا عن كفلائهم وبدون متابعة مما يدل على التستر والاتفاق مع الكفيل على مبالغ مقطوعة تدفع كل شهر للكفيل رغم خطورة هذا الوضع من كافة الجوانب.
5/ ضرورة المتابعة الفعالية وتطبيق عقود العمل مع الكفيل وصاحب العمل او من ينوب عن الكفيل من السعوديين فقط للاشراف على العمالة وبصورة حازمة تلزم صاحب المؤسسة من بالتواجد مع عمالته خلال العمل وتحمل مسئوليته فيما يحدث من اهمال في عملية البناء يشكل خطرا لاتحمد عقباه وخسائر مادية لصاحب العمل لا يدري من يتحملها لغياب المسئول عن ذلك.
6/ ملاحظة ومتابعة بعض العمالة الوافدة ممن يستثمرون في الاغنام والاعلاف والتمور وغيرها من المزارعين في المناطق البعيدة عن المراقبة اضافة الى من يقومون بحفر الآبار واصحاب (الكمبرشنات) اللذين يعملون لحسابهم في تلك المناطق.
اخيرا.. نحن ندرك ان كل ما تقدم يحتاج الى جهد كبير لنحقق من خلاله ما نريد وثقتنا بالمعنيين من ابناء الوطن كبيرة جدا ولكن يمكننا ان نعمل خطوة خطوة بشرط ان يكون العمل متواصلا وجادا ومخلصا من المسئولين وان نغلب المصلحة العامة على المصالح الشخصية مع ضرورة المتابعة الدقيقة للتنفيذ وان نبدأ بانفسنا من دوائر حكومية في تطبيق هذا المبدا كخطوة اولى وعندها سوف نبرهن على جدية مساعينا وصدق توجهنا لمحاربة مثل هذه الظواهر السلبية على مستقبلنا ومقدراتنا على ارض بلادنا الغالية وهذا ما يجب ان يكون اما غير ذلك لا سمح الله فسوف يستمر الوضع على ماهو عليه ولن يتحقق هدفنا مجرد سراب نمضي اليه بعشوائية وعلى طريق غير منظم لم نهىء انفسنا للسير عليه ومجرد شعارات وحملات ذات نفس قصير لا تلبث ان تلهث وتقف ساكنة بلا حراك.
ومعذرة لقسوة هذا التعبير وربما ان هناك من العقبات ما لاندركه تقف حاجزا امام التنفيذ على الوجه الذي يأمله كل المخلصين من ابناء الوطن ولا يسعهم الا الدعاء ان يحقق الله عزوجل كل الاماني والآمال وان يسدد خطاكم ويعينكم على خدمة وطنكم.. انه سميع مجيب، حفظكم الله
عبدالله الفريجي ـ الخبراء