عندما بدأت الكتابة في هذه الصحيفة قبل سنوات اذكر ان اول مقال نشر لي كان فيه ما يلي: (لعل من ضمن الشروط المسبقة لاستمرار هذه الزاوية التي تأتي بين "قمرين" الا ارسم وجوها مدببة او حادة او قذرة.. وألا اندفع بانتظام وباصرار في كشف اقنعة الزيف.. أو حتى ملامستها برفق! وألا اتساءل او ادور او اتسلل (الى عفة الأفاقين) وخدش حيائهم اذا بقي لهم حياء.
وان اهبط وأصعدة عبر هذه السطور بلا طعم ولا معنى.. وان اخلف سطورا بيضاء فارغة لا تنقل حتى صورة الشيطان.
.. وان احبط كل رغبة لدي في مد لساني او قلمي لنقد ابليس واهله واعوانه ومن يمت له بصلة من قريب او بعيد.
هذه الشروط المضحكة لا يمكن ان تتفق مع رجل يأتي اليكم من شرق الارض ومن حيث تأتي الشمس والحقائق دائما.. لهذا سأتوسد تلة على شاطىء نصف القمر.. وسوف احلم قليلا.. واخرج لساني كثيرا.. ولن اتوقف عن شتم شياطين الارض ومفسديها وأفاقيها ومرتشيها.
هذه الارض التي يخرج من جوفها الخير والنار لا تقبل الزيف او الكذب وهي تحرق بلهيبها كل اقدام الغزاة والماكرين والجاحدين والخونة.. ولكنها تغمر بخيرها كل الرجال الشرفاء الذين احبوا ثراها فارتفع بهم هذا الثرى الى مصاف النجوم.
الشرقية بلدي.. ومن شرق الارض يأتي الخير والنور.. وتسطع الشمس.. ويبزغ الفجر كل يوم.
صباحكم فل يا احبتي في "اليوم".. انتهى هذا المقال الذي كتبته قبل اعوام لأذكر به احبتي في هذه الصحيفة الذين حجبوا مقالا لي قبل ايام.
