DAMMAM
الخميس
34°C
weather-icon
الجمعة
icon-weather
34°C
السبت
icon-weather
37°C
الأحد
icon-weather
33°C
الاثنين
icon-weather
34°C
الثلاثاء
icon-weather
36°C

د. امل الطعيمي

د. امل الطعيمي

د. امل الطعيمي
أخبار متعلقة
 
تتسابق القنوات التليفزيونية للتميز في رصد كل حركة وسكنة لحمى الحرب التي ضربت أوصال العراق وذلك بحثا عن الخصوصية بالدرجة الأولى ولهذا يكون التركيز على رفع راية (خاص بالـ ....) وبعد متابعة المشاهدين لتلك القنوات بحثا عن الحقيقة اتضح للجميع أن كل قناة منها تنقل ما يناسبها فقط أو ما يدعم وجهة نظر القائمين عليها وهي تدعم هذا بمن تستعين بهم من المحللين المختصين والمحللين الذين امتهنوا التحليل السياسي بدافع من قدراتهم في الصراخ وتأجيج العواطف والانفعالات بما يتناسب مع نظرتهم للأمور. في الايام الخمسة الأولى لبدء الحرب كانت كل قناة لا تلتقط أنفاسها أثناء عملية المتابعة المباشرة لما يجري في العراق.. وفي الوقت نفسه استضافت كل من يدعم توجهها دون أدنى محاولة لمعرفة ماذا يدور في القنوات الأخرى وما الصورة التي تنقلها قناة دون أخرى فإحدى القنوات تلعب دور الحارس الخاص في بلاط صدام حسين وينحصر دور ذلك الحارس في الدفاع عنه وتبرير كل أخطائه بل في قلب حقائق لا يجهلها المشاهدون عن حقيقة ذلك الرجل لدرجة تناسي الشعب المغلوب على أمره. ورأينا قناة أخرى تسلط كل الضوء على معاناة الشعب تحت سلطوية صدام وتتجنب الإشارة من قريب أو بعيد الى تداعيات التدخل الأمريكي فيما بعد الحرب على أرض العراق والقضاء على النظام القائم حاليا. وهناك قنوات أخرى حائرة ومتشككة ولهذا يتوقف دورها عند نقل الصور من داخل بغداد والاعتماد كليا على المذيع والمراسل في التحليل أو التبرير حتى لو أدى ذلك الى لخبطة الحقائق وبالتالي التشويش على عقل المشاهد. حتى أصبحت حالنا في النهاية لا نملك الا حقيقة واحدة هي أن الحرب قد اندلعت في العراق بين العراقيين ودول التحالف أمريكا وبريطانيا.. وماذا بعد.. لا شيء فهل هذا اخفاق اعلامي أم عجز سياسي لم يعد خافيا علينا وهو الذي نراه في تعارض تصريحات كلا الجانبين (العراق والتحالف) مع ملاحظة أن كل مكاسبنا من تلك المؤتمرات الصحفية هي مكاسب لغوية أو اعلانية بحكم ما نسمعه على ألسنة الطرفين من أقاويل تتجاذبها البذاءة في القول أو التدريب على كيفية شن الحرب النفسية.. وعليه لا نملك إلا أن نقول : تبقى السياسة لعبة للكبار فقط، سرية حتى على أساطين الاعلام. الحقيقة لهم ومعهم ونحن لنا الأسى والدموع والعمل على اعداد محللين جدد هم نحن.