الخدمات والسلع موجودة في كل مكان بالعالم.. لكن ما يميز كل خدمة عن أخرى هو معيار (الجودة).. والبحرين تتطلع إلى التميز في هذا المجال.. أي السعي لتحقيق الجودة في كل شيء من أجل انعاش الاقتصاد للجميع .. كان هذا هو محور حديث صاحب السمو الشيخ خليفة بن سلمان آل خليفة رئيس الوزراء الموقر.
وأكد سموه في الحديث أهمية التركيز على الجودة في الخدمات التي تقدم للمواطنين والمقيمين، سواء الخدمات الصحية أو التعليمية أو غيرها من الخدمات اليومية.
ويبدو أن هذا الموضوع أصبح عنصراً أساسيا في مشاريع التنمية بدول العالم
المتقدم، والبحرين تتطلع إلى أن تلحق بالركب الحضاري وبالركب الاقتصادي السليم، واعتقد أن أهم شرط لتحقيق (الجودة) هو ضرورة توافر (التخصص)، أي أن يتعمق كل صاحب مهنة في مجال تخصصه المهني، ويركز على تطوير هذا المجال، فالطبيب يجب أن يكون محور اهتمامه التطوير في تخصصه الطبي، وكذلك المهندس والمعماري والمحامي والصحفي ورجل الأعمال والصناعي والبنكي.. وهكذا.
المشكلة المحورية عندنا في البحرين أن هذه التخصصات المهنية وغيرها، كلها أصبحت في مقام الدرجة الثانية أو الثالثة في اهتمامات أصحابها، وطغى على اهتمامات الجميع (الشأن السياسي)، وتحويل كل مهنة إلى منبر سياسي، أو استثمار منصب مهني معين في جمعية من الجمعيات المهنية لكي يكون (سلماً) أو مصعدا) كهربائيا يرفع صاحبه إلى منصب سياسي بالدولة.
اما الآن فإن كل جمعية يدور فيها صراع (داحس والغبراء) بين أعضائها لكي ينتصر فيها رئيس مغوار! وأعضاء أشاوس يؤهلوا لأنفسهم مقاعد سياسية في الدولة في المستقبل.
هكذا صار حال معظم الجمعيات المهنية حاليا.. تحولت إلى منابر سياسية،
حتى ان (الجمعيات السياسية) صارت تشعر بالغيرة منهم! لأنهم صاروا يأكلون من طبقهم وعلى مائدتهم وينافسونهم في تخصصهم السياسي. إن تركيز سمو رئيس الوزراء على (الجودة) يعني بشكل غير مباشر التركيز على (التخصص المهني) وجعله حجر أساس التنمية الاقتصادية والبشرية في المجتمع.. نعم الجودة في كل شيء.