دأبت المملكة منذ لحظات وصول الازمة العراقية في ردهات مجلس الامن الى طريق مسدود وظهور علامات شن الحرب التي اعلنتها الولايات المتحدة وحلفاؤها دون الحصول على موافقة اممية الى محاولة اسداء النصح بتجنب العمل العسكري لتسوية الازمة والعودة الى تحكيم الشرعية الدولية بحكم ان اندلاع الحرب دون غطاء مشروع سوف يؤدي الى تداعيات خطيرة وانعكاسات سلبية على النظام الدولي واحتمالات زعزعة هيبة الامم المتحدة وفقدان مصداقيتها في اداء مهامها الحيوية لحفظ الامن والسلم الدوليين، وتلك تداعيات برزت بوضوح منذ بداية الحرب حتى الآن، اضافة الى ان هذه الكارثة سوف تؤدي على الآماد القريبة والبعيدة الى اذكاء موجات متلاطمة من العداء والكراهية والتطرف والعنف بين شعوب عديدة سوف تجر بالتالي الى كوارث لاشك في ان العالم بأسره في غنى عنها، وقد بذلت المملكة ما في وسعها عبر قنوات سياسية ودبلوماسية منفردة ومع اشقائها من العرب والمسلمين ومع المجتمع الدولي لوقف اندلاع الحرب، وما زالت تسعى الآن لوقفها داعية الى تسوية الازمة العراقية عبر الشرعية الدولية، وقد طرحت مجموعة من الافكار البناءة المستندة الى تحكيم لغة العقل والعدل والحكمة بالتزام بغداد بالقرارات الاممية ذات الشأن والتعاون اللامحدود مع المفتشين الدوليين، ومنح المساعي الدبلوماسية فرصة كافية للتوصل الى حل سلمي للازمة، ورغم ان تلك الافكار لم تلق اذنا صاغية ووقعت الحرب، الا انها تبقى ممثلة لانجع الوسائل المضمونة لتلك الازمة، فالحرب الحالية سوف يخسرها المنتصر والمهزوم على حد سواء، ولن تلحق الا المزيد من الخراب والوبال والدمار ليس بالعراق وحده، بل بالولايات المتحدة وحلفائها، ولن تنتهي هذه الازمة الا بتغليب الحكمة والنظر بعقلانية الى وقف العمليات العسكرية والعودة الى حل الازمة في اطارها الدولي المشروع.