DAMMAM
الخميس
34°C
weather-icon
الجمعة
icon-weather
34°C
السبت
icon-weather
37°C
الأحد
icon-weather
33°C
الاثنين
icon-weather
34°C
الثلاثاء
icon-weather
36°C

قيمة الوقت

قيمة الوقت

قيمة الوقت
قيمة الوقت
أخبار متعلقة
 
تدور عجلة الزمن مخلفة وراءها كما من التراكمات ذات القيمة التي تحدد مساراتها بالسلب أو الإيجاب بتلك المعطيات التي كونتها، فما نحصده اليوم رجع لصدى تلك القيمة التي نجترها، فعندما يكون الأمس هو المقياس فسيكون اليوم هو الحكم، فكثير من الناس يشتكي حاضره وينسى ماضيه، متناسيا أن الدورة الزمنية لها فعلها في تشكيل هوية الزمن القادم، في نعومته أو خشونته في نعيمه أو تعاسته، حيث أن الثبات من صفات الخالق. فما هو حديث بالأمس يصبح قديما اليوم، وما هو طري بالأمس سيكون جافا اليوم، إذا لم يفعل بالحركة والمعايشة التي تتناسب مع تلك الحركة، فالبرك الراكدة سرعان ما تطفو عليها الطحالب وتعكر صفو مياهها، حيث أن الحركة فيها بركة ومسيرة ألف ميل تبدأ بخطوة. فعندما نتحدث عن الزمن فأننا نعني به ذلك التغير الذي يصاحب مسيرتنا الدنيوية، سواء كان هذا التغير ماديا أو معنويا فهو يحمل قيمة ومعنى. وجميع مناحي الحياة لها مدلولاتها القيمية، فهي تتغير مع مرور الزمن، وتتغير معها القيمة والمعايير، ولا نستثني منها شيئا في الصناعة والزراعة والتجارة، فكل له مكوناته التي يرتكز عليها وتفقد أساسياتها مع كل حقبة زمنية، حيث أن القيمة السوقية للعملة هي أيضا مجال خصب للتقلبات وتفقد مقاييسها السابقة إذا لم تصاحبها عوامل النمو التي تواكب الحقبة. فلو نظرنا إلى الأحياء القديمة في أي مدينة لوجدناها متدنية الأسعار في عرف السائد من الأسعار في الأحياء الحديثة، رغم أنها تساوي أضعاف سعرها الأصلي في زمانها، ولكن هذه المضاعفة السعرية لم تشفع لها في مجاراة المستحدث بفعل الزمن وتراكماته، إلا إذا أصابتها يد التطوير والتحديث، بما يتلاءم مع حاضرها، كما حدث في مدينة الرياض القديمة، وهذا ينطبق على جميع الحالات. حيث أن الأيام التي تمر لن تعود، ولكنها تترك بصمة تؤثر على الغد في قيمها ومعانيها ومردوداتها، إذا فعلت بشكلها الصحيح، واستثمرت كل دقيقة مرت بمعطياتها فستكون مخزون الغد وثروة المستقبل، فلننظر إلى أي رقعة جغرافية في المعمورة، وللقياس نأخذ مدينة الرياض عندما كانت مساحتها 4 كيلومترات طولا وعرضا، وكيف أصبحت تفوق 40 كيلو مترا، فتخيلوا معي من أستثمر في أراضيها في تلك الفترة، وكيف آلت أمواله الآن، وكذلك تلك الكيانات الاقتصادية المؤثرة، فما هي إلا نتاج تراكمات تفعيل الأيام السالفة. فتعالوا معي ننظر إلى فعل الزمن وقيمته في الصور التالية:- 1 - مقاول تأخر في إنجاز مشروع مستشفى، فكم ستكون خسارته وخسارة المجتمع؟ 2 - مدرس تأخر في منهجه الدراسي، كم من طالب يتأثر في تحصيله؟ 3 - مسافر تخلف عن موعد رحلته، فترتب على ذلك خسارة الخطوط قيمة المقعد الشاغر كما خسر المسافر القيمة المرتجاة من رحلته. 4 - تأخر طالب في تخرجه سنة أو سنتين، فستكون هذه المدة المضافة زيادة في مصروفات الجامعة وخسارة موارد للطالب، كان بإمكانه استثمار دخل سنتين من الوظيفة المزمع تعيينه عليها. 5 - موظف ردد عبارة (راجعني بكرة) كم مقدار معاناة الجمهور؟ 6 - مزارع تأخر في استنبات محصوله حتى فات موسمه. من هذه الصور باختلاف أنواعها وظروفها تتضح لنا قيمة الوقت والزمن المهدر بلا مردود، فهو بلا جدل سيضعف الناتج القومي، وسيتأثر الكيان الاقتصادي ببطء الإنتاجية في مجمل معطياته، فعلينا أن نردد عبارة لا تؤجل عمل اليوم للغد.