عزيزي رئيس التحرير
لا ينكر احد منا طموح النفس البشرية في الارتقاء الى مستوى عال من الدخل والثقافة والجاه, ولكن هناك من يملك ادوات ذلك الارتقاء وهناك من لا يملك وهذه الفئة لا يمكن لها بحال من الاحوال تحقيق ما تصبو اليه إلا بالعصا السحرية المسماة الواسطة والحديث عن هذه الآفة طويل ووعر - مع وضع ألف خط تحت كلمة وعر - وحديثي هنا عمن يملك ادوات التفوق والتميز ولكن بدون تبصر لكيفية استخدام هذه الادوات فهو اشبه بالمحارب الذي تمتلئ بزته بالقنابل ولكن لرعونته قد يهلك بها لا ان ينتصر.
ومع علمنا شبه المطلق بان ادعاء كمال العقل يسود السواد الاعظم من الخلق كما يزعم المتنبي
كدعواك كل يدعي صحة العقل
ومن ذا الذي يدري بما فيه من جهل
الا ان الحكم لا يملكه الانسان بذاته لذاته ولكن يحكم الاخرون وكفى بحكمهم شاهدا على صحة الدعوى او عدمها.
اقول هذا وانا اعلم تماما ان هناك الكثير ممن يستطيعون الوصول ولكن لم يهتدوا الى الطريق بعد, او لم يدركوا ان الدنيا زحام والسباق محموم وان غيرهم قد يتخطونهم وان كانوا اقل منهم ذكاء وألمعية.
اذن ما الحل في هذه المعضلة؟ وللاجابة اقول لو لم يكن هناك بحث عن هؤلاء - واقصد المبدعين - وارشادهم فان خسارة المجتمع فيهم كبيرة وكبيرة جدا, فعلى جميع قطاعات الدولة اكتشاف هؤلاء وتقديمهم لا تثبيطهم والوقوف ضدهم كما يبدو انه يحدث بل ودعمهم ايضا ماديا ومعنويا ليتمكنوا من الانطلاق بدلا من الانغلاق وتكبد العقد النفسية جراء واقعهم المؤلم الذي يؤدي بلا ادنى شك الى مبدع مدفون في غياهب المجتمع في انتظار بعض السيارة لتلتقطه ان كان لايزال يتنفس.
@@ م. عبدالعزيز بن مساعد الزهراني جامعة الملك فهد للبترول والمعادن