يبدو ان زمن السنافية قد ولى الى غير رجعة لاسيما في المستقبل القريب في ظل المتغيرات التي فرضها الواقع على مجتمعنا السعودي خاصة ذوي الدخل المحدود وهم الاكثر تأثرا من غيرهم اولئك الذين استغلوا زمن الطفرة واصبح لديهم مناعة تجاوزوا من خلالها المرحلة الحالية من الصراع مع الحياة ومطالبها التي تزيد يوما عن يوم صار المواطن الموظف البسيط في امتحان حقيقي في تدبير اموره المعيشية ومجاراة العصر الحديث وتغطية المصاريف والالتزامات ورسوم الخدمات من غاز وماء وكهرباء واتصالات ومواصلات تجاوز الحد في ضغط المردود الاسري للاسر الفقيرة حتى اصبح الموظف مجرد امين صندوق لمعاشه.. ولهذا اختفت الكثير من (علوم السنافية) من مباهاة وتفاخر بتعدد السيارات والزوجات بين طبقة معينة من المجتمع حيث انضموا الى ركب المدن وشملهم (ربط الحزام) والمدنية بزخرفها اضافة الى اثر الطفرة وما خلفته من خسارة على كثير من هؤلاء مازالوا يعانون من تداعياتها مع المجتمع في ظل ندرة الوظائف والفرص التعليمية المتباينة من منطقة الى اخرى بحكم التعدد ومتغيرات الواقع الذي لم يكن في حسابات احد.. ولا نعلم رب ضارة نافعة.. ولله في ذلك حكمة وربما يكون ذلك درسا نستفيد منه مستقبلا لنعيد حساباتنا ونفكر بعقلانية في طريقة حياتنا ونتعامل مع الاحداث باسلوب العصر الحديث ونتعلم الاقتصاد في ابسط الاشياء بعيدا عن الاسراف والتباهي امام المجتمعات الاخرى وكأننا نعيش لنأكل لا ان نأكل لنعيش كما كان عليه آباؤنا واجدادنا وما ذاقوه من جهد وعناء في سبيل لقمة العيش والصراع مع الحياة.. وعلينا ان نتخلى عن عادات جعلتنا نعيب العمل في بعض المهن التي عاش منها آباؤنا واجدادنا وهم الافضل في عاداتهم وتقاليدهم واسلوب تعاملهم في حياتهم ونحن من اصلابهم فلماذا نعيب المهن التي عاشوا منها ويعيش بعضنا عالة على اسرته ومجتمعه ونترك مثل هذه المهنة او تلك للوافد يستثمرها ونحن نستجدي المصروف وربما وصل الامر بالبعض الى سؤال الناس والجمعيات الخيرية ما يعينه على قوت يومه ومصروفه بلاحياء!!
@@ عبدالله الفريجي - القصيم
