عزيزي رئيس التحرير
في ظل التقنية الحديثة ووجود العديد من وسائل الاتصالات العديدة والثورة المعلوماتية المتطورة. مازالت هناك العديد من الدوائر الحكومية منغلقة على نفسها رافضة بشدة كل ما هو حديث وجديد وكأن الانترنت مثلا رجس من عمل الشيطان, وعدد من الدوائر الحكومية ايضا تجد الكثير من المتعة في أمور قد عفى عليها الزمن واصبحت من الموروث الشعبي مثل قيد الصادر والوارد وتأشيرة الموظف وغيرها من الامور التي تستنزف الكثير من الوقت والجهد, حاولت جاهدا ان ابحث علي اجد سببا منطقيا يؤيد عدم الاخذ بالزمام والانطلاق نحو التجديد والتحديث وتسهيل الاجراءات الحكومية فلم اجد مبررا لإحضار ملف علاقي اخضر وصورة البطاقة الشخصية وطلب موقع ومعرف.. الى ما هنالك من العديد من الاشياء المطلوبة والتي لم ينزل الله بها من سلطان.
منذ بداية تنظيم الدوائر والهيئات الحكومية في عهد المؤسس الملك عبدالعزيز آل سعود - طيب الله ثراه - حتى وقتنا الحاضر والموقف هو الموقف في الدوائر الحكومية والنظام المتبع حاليا هو النظام نفسه علما بان النظام الحالي شكل تركة ثقيلة اورثتها لنا احدى الدول العربية تخلت عنه الان تماما اما نحن فالفراق صعب علينا وها نحن نمسك بشدة بتلابيب هذا النظام البالي.
لا اعلم من المسؤل عن ذلك هل هي وزارة الخدمة المدنية؟ أم بعض مديري الدوائر الحكومية الذين مايزالوا لا يجيدون ابجديات مفهوم الادارة الجديدة والتقنية الحديثة؟ ام لسبب اخر ربما اجهله!! ان الدولة تنفق الاموال الطائلة في الدورات التدريبية والتأهيلية والتطويرية التي تعقدها في المعاهد والكليات وايضا الجامعات الداخلية والخارجية اضافة الى نظام الابتعاث, ولكن دون تغير في عمل الكثير من تلك الدوائر الحكومية التي مازالت تغط في سبات عميق ستنعم به طويلا ان لم يحدث التغيير السريع الذي ينشده كل مواطن ومقيم على هذه الارض وبه ننتهي من اشكالية ورقة العمدة والكفيل الغارم والشهود والمعروض ورقم الصادر والوارد وتأشيرة المدير اضافة إلى الشيء الاهم في تلك المعمعة وهو الملف الاخضر العلاقي!؟!! حتى بات الامر لدى البعض حكاية للتندر حينما تصادفه معضلة يقول باسما إن الموضوع قد طال واصبحت كمراجع لدائرة حكومية, وهذا مثال واضح يبين ان مراجعة بعض الدوائر الحكومية أمر مؤلم للغاية بسبب بعض التعقيدات المتبعة ولا تحتمل التغيير أو التبديل وكأن الامر منزل من السماء كنص قرآني لا يحتمل التأويل او التحوير, فكم هو مؤلم ان نرفض التحديث بحجج واهية واحيانا اخرى بدون أدنى مبرر.
فتخيل ورقة لمعاملة ما تأخذ رقم صادر وترسل بواسطة المراسل ويسلم المراسل تلك الورقة للدائرة الاخرى من خلال الوارد وبعد ايام تعرض على الموظف.. علما بان الانترنت فقط في دقائق معدودة يختصر تلك الاميال, ولكن كما اسلفت البعض يعتقد ان الكمبيوتر والفاكس وغيرهما رجس من ابليس واحبولة من حبائل الشيطان يحرم التعامل او التعاطي معه. وذلك لا يعني بالضرورة ان هنالك جهات حكومية لها تعاط مع التقنية الحديثة وتسهيل الاجراءات الخاصة بالمراحع واصبحت واجهة حضارية تأتت بحس وطني يرفض السير من خلال ابجديات القرن التاسع عشر الميلادي ولكن الأمل يحدوني بان التطوير والتحديث سيطال كثيرا من الزوايا المعتمة فأنا اسمع جعجعة وأتمنى ان أرى طحنا.