مساحات ضيقة ومحدودة حظي بها الفن (المسرحي - التشكيلي - الكاريكاتوري - الخط) من الأندية الأدبية فبعد تجربة بعيدة لأدبي المدينة المنورة بإصداره كتابا عن الفنان فؤاد مغربل يأتي نادي حائل الأدبي بعد أكثر من عقد ليقتحم مجال الكاريكاتير بإصداره كتابا يحوي مجموعة من الرسوم الكاريكاتيرية للفنان الحائلي علي عبدالرزاق جازع ويدشن النادي بذلك رؤية جديدة لتكامل الإبداع. والكتاب قدم له الفنان الكاريكاتيري إبراهيم الوهيبي الذي أبدى إعجابه بطريقة الجازع التي تعتمد على استخدام التهشير بخطوط متقاطعة باتجاهات مختلفة يبرز من خلالها الفنان قدرته في تجسيد مناطق الضوء والظل ليرسم لوحة تشد المشاهد ببساطتها وتميزها. ويؤكد د. محمد صالح الشنطي الناقد الأدبي على أهمية فن الكاريكاتير برؤية في افتتاحية الكتاب بعنوان (الخصوصية طريق الفن) مشيرا إلى أن الكاريكاتير من أرقى الفنون وأكثرها دلالة على شفافية الشعوب ولماهيتها وقدراتها على الإيجاز والسخرية والإيجاز قية بلاغية تتجلى في أن رسما كاريكاتيريا واحدا يحتل مساحة صغيرة لا تتعدى نصف الصفحة يغنى عن مقالة من عدة صفحات ويقدم د. الشنطي أمثلة بأعمال العديد من الفنانين مثل شاهين والعلي وكحيل وغيرهم ممن جعلوا من العمل الكاريكاتيري إبداعا بليغا يعادل كثيرا من المقالات والأشعار والكتب. وعن لوحات الكتاب يقول د. الشنطي أنها تدل على ذوق رفيع وتعبر عن أفكار رحبة. ويرى أن الرسومات لها منهج خاص فهي لا تعتمد على العبث بالنسب.. بل تبرز خصوصية الشخصية المحلية دون الإساءة إليها كما يركز الفنان على الوضعية أو الحالة بموضوعية ودقة. وينتهي إلى أن الفنان الذي لم تكتمل أدواته تماما كرس خصوصية المنهج وأتقن لعبة الفن من خلال السيطرة على قلمه وريشته. ويتضمن الكتاب (الكتيب) حوالي (44) رسما تشكيليا يمكن الوقوف عند بعضها ويمكن المرور سريعا عند البعض الآخر ويذكرنا الجازع بناجي العلي فثمة تأثر واضح بمعالجة العلي وتقنيته الفنية واستخدامه للخطوط المتقاطعة وابتعاده عن الكتل (إلا قليلا) وإن كان هناك بالطبع فارق واضح في التمكن والخبرة والتأكيد على الموضوع والتظليل والعلاقات بين مفردات العمل وكذلك الكتل والفراغات بالإضافة إلى هيمنة عنصر المبالغة عند الجازع أحيانا خاصة في الملامح البشرية التي تكاد تتشابه في العديد من الأعمال.. ولكننا نقول ان الجازع الذي نشر أعماله جميعها في إحدى الصحف المحلية يمتلك موهبة التقاط موضوعه وهذا يمثل في حد ذاته نصف العمل وتبقى بعض الجوانب الفنية التي يمكن للجازع أن يهتم بها ومن ثم امتلاكها جيدا.. ففن الكاريكاتير من الفنون الصعبة في بنايتها الفكرية والشكلية وإن بدت للمشاهد سهلة وممكنة.
