بعض الانباء تصيبك بالذهول وبعضها يحزنك، هذا الخبر يكبلك تماما بالاثنين. هو الله الموجود الحق، لاغير.. متى نتعلم ذلك؟ الى متى والموت يفاجئنا ويعصرنا حزنا؟
لاندري! كل الذي نعلمه الآن ان المفاجأة جاءت في ذروتها.. وجرت معها الحزن الذاهل بكل احماله، احماله ثقيلة جدا..
على ان الحيوات تختلف. منا من يعيش كامل المهلة العمرية الانسانية ومنا من يتجاوز هذه المهلة بعقود، ولكنه يخبو عند انتهاء مهلته كشعلة ضعيفة لم تنر لشيء، خبت وانتهت، هذه كل القصة!
البعض يملأ بانجازاته اكثر من حياة، ويملأ جزءا من مشاهد الدنيا ويثريها، ويلونها ويعطيها لونه ا لخاص، حضوره الخاص.. قبس ينير ركنا في العالم.. وكأن هذا الجزء من الحياة لايستقيم بدونه، ويغيب بانتهاء حضوره، وتفقد مع غيابه كل هذه الاشياء، وكأن جزءا من مشاهد الحياة يختفي ابديا.. ولقد كان الامير احمد بن سلمان كذلك. كان في عين الاحداث، وكان في قلب الاخبار، وكان من الذين يصنعون عين الحدث، ويشكلون قلب الخبر..
سنرى منذ الآن ان فقدان شخص مثله لن يكون فراغا من السهل ملؤه، ولعله لا يملأ مرة اخرى..
فقدنا الامير احمد بن سلمان، ولانه لايعوض في شخصه وطريقته واهابه فسيبقى فقدانه دائما.. على ان الله لايشكل الناس صورا متطابقة والا ما كان هذا الفقدان، وربنا يعوضنا بكرمه بأثنين، هما الايمان والسلوان..
والامير احمد لاعماله عاش طويلا، طويلا جدا لانه انجز الكثير الكثير، نقلل من شأنها لو احصيناها.. رغم عمره القصير فهو مثل وردة تموت ولكنها نشرت عطرها كاملا على كل الروض.. هذا العطر سيبقى من بعده كثيرا..
يرحمه الله، وندعو له بفسوح الجنان.. ونعرف ان الشعلة لم تسقط من يده، سيتلقفها بإذن الله من يكمل الشوط.. هذا الشوط الصعب الطويل!