مواطنة عراقية تشهر سلاحها في وجه الغازي الأمريكي

ضيفتنا لهذا الاسبوع من الجيل الوسط للصحفيات السعوديات قدمت نفسها للقارىء باقتدار كبير، وفي هذا الحوار تشير جهير المساعد الى مقاربتها الواقع العربي المر بان بقاء الجامعة العربية رغم هذا الوضع الصعب افضل من الإجهاز عليها. اما بالنسبة للعدوان على العراق من قبل الولايات المتحدة الامريكية و البريطانية فقالت ضيفتنا: إنه طفل الخطيئة الناتج عن اقتران الظلم بالقوة. وتتساءل عن قدرة الامتين العربية والاسلامية للخروج من هذا الامتحان، وذكرت ان مهمة الاعلام العربي في هذه اللحظات الحرجة هي نقل الحقيقة وإعلامها للناس. وحول قضية تطوير المناهج الدراسية في المملكة ذكرت انه قبل التطوير لابد من المواءمة واضافت: ان التطوير وتواؤم المناهج مع واقع المجتمع السعودي واحتياجاته قضية طرحت قبل سنوات عديدة. اقتران الظلم بالقوة لنبدأ من اللحظة الراهنة: كيف ترين هذه الحرب على العراق وما المناظر المؤلمة التي آذت مشاعرك وكيف تريدين أن تنتهي؟ ـ أرى الحرب ضد العراق .. أراها!! يا اخي الكريم.. الحرب على العراق لا أراها بل احسها وجعا يتلف أعصابي.. انها طفل الخطيئة الناتج عن اقتران الظلم بالقوة.. هذه حقيقتها انما للحقيقة وجه آخر.. دعنا نرى فيها امتحانا للقدرة العربية الاسلامية عند الانسان العربي المسلم، ونراها اثباتا لوجوده في وجه الطغيان.. ونراها صحوة لازمة لما يراد بهذه الامة، ونراها تأديبا للعقل وتحريضا للدافعية نحو مستقبل اكثر قوة وفاعلية.. والمؤسف ان لكل تغيير ضحايا. اما المناظر المؤلمة فقد بدأت قبل العدوان العسكري بكثير.. كل دبابة زحفت على الارض في طريقها الى المنطقة كان منظرها مؤلما.. كل مدفعية وطائرة وصاروخ جاء الى المنطقة كان منظره مؤلما.. وكل تجييش لجيش في المنطقة كان مؤلما.. الالم فينا منذ زمن اخي.. وصاحب اليد الطولى في استنباته بين ضلوعنا كان الصديق المقرب قبل العدو الآثم.. فهل هناك ألم اشد من هذا الألم. الصحف تحتكرنا كاتبة متمرسة ومن اوائل الصحفيات والكاتبات الا تشعرين ان الصحافية والكاتبة السعودية لاتناقش سوى مايدور في بيوتهن ومحيط عملهن لانهن لايتعاطين مع الواقع مباشرة.. الى متى يبقين اسيرات هذه النظرة؟ ـ لست من اوائل الصحفيات السعوديات للاسف غير انها الحقيقة انني من جيل الوسط كان قبلي جيل الريادة الذي مهد لنا الطريق.. وبعض الحقائق حين ترد الى اصحابها ليس ذلك تواضعا بل اعترافا لا يخطئه التاريخ والواقع.. أما اني اشعر بأن الصحفية السعودية لا تساير الواقع.. فهذا كلام مردود عليه بالواقع ايضا.. الصحفيات السعوديات رغم كل العوائق وعوامل الاحباط وجهود التهميش المتعمد حظين بجوائز عربية خارج بلادهن ـ للاسف ـ وناهد باشطح دليل مع الاحتفاظ بالالقاب التي قد لا تعبر والكاتبات السعوديات يحظين بالتقدير وتصلهن دعوات للكتابة في صحف عربية مرموقة لكنهن لا يفعلن لفرط التسلط عليهن بقوة الاحتكار لجريدة معينة!. وبعض مقالاتهن تتم ترجمتها في صحف عالمية وتقرؤها بعض القنوات الفضائية لكن لا يشار الى ذلك لانهن لا يعتمدن على شلة داخل الصحف المحلية.. ولا تخدمهن علاقات خاصة. يا أخي الكريم ليست الصحفيات السعوديات اسيرات بل الاسير هو الذي لا يزال يقرأ الصحف في أعوام ما بعد الالفين وكأنه في اعوام الستينات. هذه نظرة بعض الناس الاسرى القدامى لمقولة قديمة ان المرأة السعودية تطبخ عندما تكتب.. وتتجمل عندما تنشر.. صح النوم. لا أكتب لقارىء واحد مرة سمعت تعليقا في احدى الندوات الصحافية عنك ككاتبة أنقله حرفيا (جهير كاتبة مسهبة جملتها طويلة جدا ترهق القارئ.. هي تكتب وكأنها تقول الكلام شفويا).. ما رأيك في هذا التعليق؟ ـ احترمه ولاشك.. هذه انا كما يقول صاحب الرأي الجميل.. لا فرق، دليل على ان الصدق هو المحك، غير اننا لا نكتب لقارىء واحد فقط.. ومقياس الكتابة ليس في الطول او القصر.. انما في الاقبال والتقدير.. ولو كانت الشكليات هي التي تحكم كان من كتب كلمة ونصف الكلمة وما اكثرهم.. صحفيا لامعا. ننتخب من؟ هيئة الصحفيين التي تم اعلانها اخيرا .. هل تعتقدين انها قادرة على اعطاء الجديد للصحافة السعودية وثم أمر آخر هل عندك تصور لدور الصحافة السعودية في هذه الهيئة؟ وهل سيتاح لها حق الانتخاب والترشيح؟ ـ لا يمكن الجزم ان كانت هيئة الصحفيين قادرة او غير قادرة في الوقت الراهن ما زال دورها يحتاج الى تسليط الضوء عليه والتعريف به.. اما حق الانتخاب والترشيح.. فلمن؟ اي تنتخب لماذا؟ وترشح لماذا؟! الصالح العام هناك دعوات من بعض الصحفيات تطالب بأندية ادبية خاصة بالمرأة وكذلك اسواق خاصة بالمرأة وغرف تجارية خاصة بها ما رأيك؟ وهل من الضرورة كل مقابل يحصل عليه الرجل يجب ان يقابله حق للمرأة.. كيف ترين هذه النظرة الغامضة؟ ـ القضية ليست ان تحصل المرأة على كل ما يحصل عليه الرجل.. والا كان الظلم واقعا على الرجل فهو لا يستطيع الحصول على اجازة وضع.. ولا امومة.. ولا يستطيع ان يحمل ويلد.. وفوقها ساعة رضاعة تتيح لها فرصة الخروج من العمل في بعض الاجهزة مبكرا. القضية ترتبط بالصالح العام.. ترتبط بالمصلحة الوطنية والاستقرار الاجتماعي... فخروج المرأة للعمل خدم المجتمع وخدم الرجل نفسه لولا ان بعضهم يكابر... والاسواق ليست للرجال..هي في الحقيقة للنساء.... ربع الرجال فيهم اولياء امور والبقية سائقون.. والمستفيد المرأة!! والنظرة ليست غامضة لكننا نضع عصابة على عيوننا ثم نزعم اننا لا نرى.. والاندية الادبية لم تحقق شيئا مذكورا للرجال اللامعين في الادب السعودي.. واذا انشئت للنساء خاصة لن تأتي بما لم يأت به الاوائل... فحرب المرأة ضد المرأة أشد فتكا واصعب ترويضا!!! ومن الصالح العام ان يكون للمرأة عضوية في الغرفة التجارية للنهوض بالاقتصاد المحلي اذن المسألة وعي.. ان يكون وجود المرأة كماهو في المجتمع في البيت.. في العائلة.. كل مجتمع فيه امرأة ورجل.. كل عائلة فيها امرأة ورجل.. العضوية هي الاساس لذا ما هو متوافر يمكن ان يفيد النساء والرجال دون تحويل النساء الى ذكور.. ودون تغيير الرجال الى اناث... لكن الذين يعملون يقصرون وهذه هي المشكلة! اعلام هواية التغطية الاعلامية للحرب في العراق.. هل تعتقدين انها تحترم عقلية الانسان العربي في ظل كم كبير من المعلومات المزيفة ونقل وجهات نظر الاطراف دون تمحيص وتدقيق.. ما رأيك ان مهمة الاعلام نقل المعلومات لناس وليس التأثير على الرأي العام؟ - هل التغطية الاعلامية للحرب ضد العراق وحدها فقط لم تحترم عقلية الانسان العربي؟! منذ متى وعقلية الانسان العربي تحترم؟!! الاعلام كوظيفة اجتماعية ودور حضاري... لابد ان يكون له تأثير.. هذا شيء مختلف جدا عن الحديث حول مهمة الاعلام. مهمته ان ينقل الحقيقة ويعرف الناس بها، لكن هذه المهمة ترتبط بالسياسات الاعلامية وبأهداف الوسيلة الاعلامية نفسها.. ان الاعلام صناعة في الوقت الحاضر وليس هواية! نتباهى بهم تركي الحمد.. تركي السديري.. خيرية السقاف.. خالد الدخيل.. محمد رضا نصر الله اسماء لامعة في صحافتنا.. ماذا تقولين لكل شخص منهم ورأيك فيما يكتبونه؟ - دعنا نضع الامور في نصابها حتى يكون السؤال مقبولا.. فسؤالك بهذه الصيغة لا اقبله.. ان الاسود في الغابة يبقون ملوكها.. والظباء مهما تراكضت تظل في مكانها!! الاسد أسد.. والظبي ظبي.. وهل رأيت ظبيا يقول رأيه في أسد؟!! انها محاولة تشبه من يحاول حشر وردة في الحدائق المعلقة.. وبين الظلال الوارفة!! وكم هو مضحك جدا ان يقول الظبي رأيه في الاسد؟! ومن اشرت اليهم ليسوا اسماء لامعة في صحافتنا كما تقول انهم متواجدون في خارطة الفكر العربي نتباهى بهم ونفاخر.. ولاجل ذلك لا اقول لهم شيئا الا اذا قبلوا ان اقول على طريقة بعض القنوات الفضائية (ابقوا معنا)!! "بنت الشاطىء" احتوتني الباحثة الكبيرة ـ بنت الشاطئ ـ تتلمذت على يديها ما ذكرياتك معها؟ - الباحثة الكبيرة والدكتورة عائشة "بنت الشاطىء" لم اتتلمذ على يدها للاسف.. لانني درست في غير مجالها او اختصاصها.. كل ما هنالك انها كانت استاذا في كلية التربية للبنات وكنت ازحف الى السنة الاولى من الجامعة.. وقد عرفتها من خلال كتابها (على الجسر) قبل ان أراها وجها لوجه.. ثم تعارفنا.. وأذكر انها رحمها الله قد احتوتني بتوجيهها الواعي.. وكانت تنتقدني في كل ما اكتبه ولم أنشره حتى اليوم.. انها فاتحة الايام الجميلة في عمري.. رحمها الله واسكنها فسيح جناته فقد كانت معلما عالما وفقيها أديبا.. وكانت قلبا كبيرا.. تمنيت لها جائزة الملك فيصل العالمية وعشت الى ان رأيتها تحصل عليها.. وكان يوما سعيدا في عمري لم أذق مثل طعمه حتى اليوم. ليبق صوت الأمة الجامعة العربية تلقى سخط الرأي العام العربي.. انت ككاتبة واعية ومحترفة ماذا تقولين للجامعة العربية؟ وهل حان الوقت لدفنها؟ - الجامعة العربية لابد ان تبقى رغم حالتها الراهنة.. ولست من المؤيدين لدفنها.. فهي بين مطرقة الشعوب العربية وبين سندان الحكام العرب! انها تمر بفترة حرجة.. لكن لا مفر من تطوير ادائها والعناية بتوجهاتها المستقبلية.. ليبق صوت الامة العربية باقيا ولو كان ضعيفا.. وهذا افضل من ان يصمت للأبد. حان الوقت للمصارحة لتحسين أوضاع الجامعة العربية. الوزارة غير مستعدة تطوير مناهج التعليم في المملكة احد المطالب الأساسية للكتاب والمثقفين وأنت واحدة منهن.. لماذا نخاف من عملية التطوير.. وكيف نقنع وزارة المعارف بذلك؟ - قبل التطوير لابد من المواءمة.. ان توائم المناهج واقع المجتمع السعودي واحتياجاته ولقد تحدثنا عن المواءمة والتطوير منذ ما قبل خمس سنوات من الآن.. واظن ان وزارة المعارف بدأت الطريق. ولا اظن ان الخوف من التطوير وارد انما العجر عن التطوير هو الاقرب لان عملية التطوير تجر عمليات واسعة أخرى قد لاتكون الوزارة مستعدة لها في ايامها هذه.. ولا ألتمس لها العذر.. انما أكشف الورق من وجهة نظري.. وتحياتي للجهود المباركة.
د. تركي الحمد - تركي السديري
د. خالد الدخيل - محمد رضا نصر الله