DAMMAM
الخميس
34°C
weather-icon
الجمعة
icon-weather
34°C
السبت
icon-weather
37°C
الأحد
icon-weather
33°C
الاثنين
icon-weather
34°C
الثلاثاء
icon-weather
36°C

عادل الذكر الله

عادل الذكر الله

عادل الذكر الله
عادل الذكر الله
أخبار متعلقة
 
تغنت كوكب الشرق أم كلثوم بنعمة النسيان، ولكنني أخالفها من حيث أن للنسيان منحى يعد نعمة، وآخر يعد نقمة، فمتى ما لاحت في الذاكرة مواقف سلبية، فنسيانها يصبح نعمة من الله. أما المواقف الإيجابية فذكراها طيب، ونسيانها نقمة، وكأن في الذاكرة كيسين، أحدهما مغلق ومصمت، ونشبهه في الحاسب الآلي (الحفظ)، والآخر مثقوب، و نشبهه بـ (سلة المحذوفات)، واستخدامنا لها على النقيض ـ للأسف الشديد ـ، فالمواقف السلبية نوجهها إلى المصمت، والمواقف الإيجابية نوجهها إلى المثقوب، لأننا ـ بصراحة ـ لا نذكر سوى النتائج السلبية لتعاملاتنا مع الجميع، زوجاتنا، أبناؤنا، زملاء الوظيفة، الجيران، وغيرهم. وعلى أساس ذلك نتعامل معهم بأثر تلك الرواسب، وننسى تراكمات المواقف الإيجابية، لأنها ذهبت إلى سلة المحذوفات، ودون شك أن ذلك يبتعد بنا كثيرا عن المنطق، ويرهقنا ويحبط من يتعامل معنا، فتلك الزوجة التي أفنت حياتها في خدمتنا وعملت على إسعادنا نواجه كل ذلك بالنكران، نتيجة موقف سلبي، يا للجحود. وقس على ذلك بين الرئيس ومرؤوسيه، فإنجازات الموظف عديدة، إخلاصه للوظيفة كبير، ولكن كل ذلك ينسى، ويوجه له اللوم والعتاب ولفت النظر، أي إيقاع العقاب وتجاهل إيجابيات الموظف. ولعل ذلك يندرج تحت باب النظرة للناس بدون حسن نية. وكم هم سعداء من يحفظون للناس جميلهم وحسن التصرف معهم، وبذلك يسعدون، ويسعدون معهم الآخرين، وأولئك ـ دون شك ـ بدلوا وظائف الكيسين، فحفظوا المواقف الجميلة، وسربوا المواقف السيئة وطرحوها في الكيس المثقوب (سلة المحذوفات). شمال شرق سلوكيات متنوعة لنا جميعا، ونحن واقفون في مركباتنا أمام إشارة المرور، بسبب الفروق الفردية لنا، فذاك لا يلتفت، وثان منشغل بالقراءة، وثالث ينتظر نور الإشارة الخضراء، ويسير بالسيارة دون توقف، ورابع يرفع صوت الحاكي، وخامس يلتفت لهذا وذاك، ويحلو لفئة منهم الالتفات إلى سيارات العائلات لاستراق النظرات.. عموما يشكل كل أولئك سلوكيات وأنماطا تستحق دراسة نفسية وتربوية، وان كنت أرى أن نقف بكل مثالية، لان الأنظار والمراقبة متبادلة.