قدمت امرأتان لسيدنا سليمان عليه السلام تحتكمان له في طفل رضيع تدعي كل منهما أنه طفلها وبعد أن استمع مليا لهما ، أخبرهما عن حيرته لمن يعطي الطفل، ولذلك قرر أن يقطع الطفل الى قسمين ليكون لكل واحدة منهما نصيب فيه، فوافقت احداهما لكن الاخرى صاحت أنها متنازلة عن حقها من أجل سلامة رضيعها ولو بقي في حضن امرأة أخرى فاكتشف بحنكته أن هذه هي الأم الحقيقية لهذا الطفل فرد لها صغيرها لتقر به عينا. هذه القصة استحضرها في كل مرة أرى فيها أطراف المعارضة العراقية التي تعيش في الخارج فكم من معارض وقف يصيح بحق التدخل الأمريكي لينقذ العراق وشعب العراق من الطاغية صدام، ولم يخجل أن يصرخ بذلك علنا أمام القوم، معتقدا أن الأمريكان سوف يقدمون العراق بعد التحرير كما يدعون على طبق من ذهب للمعارضة العراقية حتى يتقاسموا الكعكة سويا بل ان بعضهم حاول قطع الطفل الصغير قبل الاحتكام بالذهاب خاصة الى اسرائيل لعل الطفل المدلل شارون يذكرهم بخير عند الأمريكان. بينما بقي البعض من المعارضين في الخارج يصرخون بأعلى صوتهم، أن العراق بلد الحضارة والتاريخ والثقافة لا يستحق أن يدك بآلاف الأطنان من القنابل ليطرد فرد واحد منها، وان طالت الأيام أو قصرت فإن صدام الى زوال بدون هذا الاحتفال الحاشد للقوات الأمريكية والبريطانية على أرض العراق.
ليذكر العراقيون الوجوه والأسماء، وليذكروا من باع ومن لم يبع، فالبلاد بحاجة الى المخلصين من أبنائها، الذين لابد أن يعودوا يوما لبناء عراق الاسلام والعروبة.
أما الموقف الآخر الذي لابد أن يتوقف عنده الفرد في هذه اللحظات العصيبة على أمتنا العربية والاسلامية هو أن طاغية كصدام الذي كان يختال يوما ماشيا معتقدا أن الكون يدور من حوله، فقد وقف اليوم وهو بحاجة لكل فرد من شعبه أن يقف معه، فكلما تمسك الشعب بصدام ازداد موقف الأمريكان سوءا أمام العالم. ولو اعتقد صدام أن تمسك الشعب به أو حتى الشعوب العربية.. من أجل كحل شواربه فإنه مخطىء. ان تمسكنا بالحق العربي وتمسكنا بحق طهارة اراضينا من الاستعمار والتدنيس والسيطرة الأجنبية على مقدرات العالم العربي هو بيت القصيد للجميع ولو ربى صدام العراقيين على حب العراق، بدلا من تربيتهم على التشدق باسمه والولاء الشخصي لرسمه ، لكان اليوم قطاف ثمر حب الوطن.
لو سألت اليوم المواطن العربي ما جدول أعمالك، ولو اطلعت على جدوله دون علم منه لرأيت التالي: الجزيرة ثم أبوظبي ثم المستقلة فالجزيرة فالبي بي سي، ثم إي إن إن ثم إم بي سي فالعربية فأبوظبي فالمستقبل فإل بي سي وهكذا هلم جرا.