ـ في الوقت الذي تبتلى فيه الأمة بأشد اختبار في تاريخها..
ـ وفي الوقت الذي ينبغي أن يجتمع فيه كل غيور للبحث عن حل ينقذ الواقع العربي من مأزقه، ويرفع عن العراق أرضا ووطنا وتاريخا هذه الكارثة التي كانت متوقعة منذ زمن ، وليس هذا وقت مناقشة أسبابها ودوافعها ، لأن "الظرف" التاريخي يجب أن يكون فوق أي حساب ..
ـ في هذا الوقت نجد بعض "النعيق" الذي يداهمنا بين حين وآخر، متبجحا بشعارات ليس لها مكان من الإعراب، وليست إلا امتدادا لما يحاك لهذا الوطن قيادة وشعبا وكيانا..
نعيق الغربان الذي تبثه "فضائيات" أصبحت معروفة لكل صاحب عقل وخلق لا نعتقد أنه يضيف جديدا إلى الحقيقة التي يفترض ألا تغيب ، هذا النعيق "مدفوع الثمن" مقدما ومؤجلا وأحيانا بشيكات "بدون رصيد" ورأسمالها فقط هو الحقد والكراهية لهذا الوطن ولهذه البلاد التي لو كان أصحابها "يدفعون" مثلما "يقبض" الآخرون ، لتحول لسانهم "حمدا" لا نريده و"ثناء" نحن في غنى عنه و"شكرا" لا ننتظره من أمثال هؤلاء الجاحدين الذين يتقلدون سيوفا ورقية ويتبجحون بالميكروفونات التي يجدون ألسنتهم تنطلق أمامها طالما أن الأمر يتعلق بالمملكة أرضا ووطنا وشعبا وقيادة.
للأسف ، أصوات النشاز هذه التي كتب علينا أن نشاهد "طلعتها البهية" ونسمع طنينها يئز هنا وهناك نعرف أنها تعيش حالة "عصيبة" بل من أحلك ساعاتها ، لسبب بسيط وهو أنها فقدت مصداقيتها وسقطت في وهم الشعارات القديمة التي تجاوزها الزمن .. ولأنها تخاف من المستقبل "المظلم" فقد أصبحت مثل الخفافيش الذي رغم أن الظلام هو بيئته الوحيدة للرؤية إلا أنه لم يعد موجودا بعد أن عمت "الإضاءة" الجميع، ولم يعد بإمكانه أن يتباهى بالظلام.
ندرك جيدا المأزق الذي يوجد فيه هؤلاء الآن ..
ندرك المحنة التي يعيشها كل واهم ومتخرص ومتباكٍ ..
ندرك حالة الشيزوفرينيا التي تنتاب أمثال هؤلاء الذين يتخذون من المملكة شماعة لتعليق أوهامهم وأخطائهم وبلاويهم ..
ندرك أن ما قيل عن عمالتهم للموساد وعلاقاتهم المشبوهة مع كيان غاصب حقيقة.
ومع كل نتجاوز ونترفع ..
لأننا ببساطة ندرك أن الحقيقة لن تغيب ولكن خجلهم إذا وجد فقد لا يمنعهم من الاعتراف بها، ولهذا لن نعذرهم أيضا.
اليوم