DAMMAM
الخميس
34°C
weather-icon
الجمعة
icon-weather
34°C
السبت
icon-weather
37°C
الأحد
icon-weather
33°C
الاثنين
icon-weather
34°C
الثلاثاء
icon-weather
36°C

مصير البشرية في كوكب تحكمه القوة

مصير البشرية في كوكب تحكمه القوة

مصير البشرية في كوكب تحكمه القوة
أخبار متعلقة
 
ثمة بعض الخصال الذميمة من كثرة اعتياد الناس على ارتكابها أصبحت لا تمثل لهم سوى عادة من العادات اليومية بل والعصرية التي لا غنى عنها, ورغم ادراك الناس لخطورتها إلا انهم لانجرافهم مع التيار المادي للحياة صاروا يفلسفون ويبررون تلك الصفات القبيحة على هواهم. وكما يحلو لهم فالكذب أصبح أنواعا مثل الكذب الأبيض والأسود والأحمر والبنفسجي والبمبي والمسخسخ كألوان قمصان النوم الحريرية النسائية. كذلك أصبحت السرقة تبرر في بعض الأحيان على انها نوع من أنواع المرض الذي ا تجب معاقبة صاحبه حتى لو ضبط متلبسا بحجة انه (المسكين) لا يعي ما يفعل في لحظات معينة وبالتالي فهو ليس مسؤولا عما وقع بل هو شخص تجب معالجته, على حساب المجتمع طبعا حتى يشفى ويعود شخصا سويا. تعاطي المخدرات في بعض البلدان الأوروبية مثل هولندا أصبح مشروعا ومن حق أي فرد ان يدخن الأرجيلة او النرجيلة او الشيشة او ما يعرف باسم (الجوزة) وهي معبأة بالحشيش, كما انه في حالة عدم رغبته في استخدام الأراجيل فيمكنه ان (يلف) سيجارة وذلك في أي مقهى وعلى رؤوس الاشهاد بدون مضايقة من الشرطة او تطفل من أي شخص. الزنا ( والعياذ بالله) اصبح مباحا في كل الدول الغربية والأمريكتين بل وبعض الدول الإسلامية هناك (مناطق) معينة تم منحها تراخيص لهذا الأمر. الشذوذ الجنسي بعد ان كان مجرد هذا اللفظ يثير الإشمئزاز, ترى المعنيين به وقد أصبحوا حديث المنتديات بل أصبحت تخصص لهم برامج تليفزيونية تتحدث (صدق او لا تصدق) عن مطالبهم ومشاكلهم وأخيرا فقد سمح لهم أحد رؤساء الولايات المتحدة الأمريكية بحق الانضمام والانخراط بصفوف الجيش, ولنا ان نتصور ما الذي يمكن ان يصدر من جيش به فيلق او كتيبة او فرقة او سرية او لواء كامل من أمثال أولئك المعتوهين فكريا ونفسيا واجتماعيا. فاذا كان الفساد قد استشرى في الأرض على سطح كوكبنا المسكين, فمن المنطقي ان يتمخض هذا الفساد والوباء عن أسوأ الكوارث التي قد تصيب الكوكب الأرضي, لذلك فان الثقب الذي اصاب طبقة الأوزون نتيجة حتمية لخراب ذمم البشر الذين أصبحوا يبنون مصانع لتصنيع الأسلحة الكيمائية والنووية وكذلك التجارب التي يجرونها على سطح الأرض او في باطنها مما يتسبب في خلخلة لجغرافية بعض الأماكن, التي لا يجب على الناس التدخل فيها كي لا يفسد النظام المتكامل الذي وضعه الله لخدمة البشر وتيسير شؤون الحياة لهم, حيث أن الله أودع القطبين الشمالي والجنوبي في الكرة الأرضية خواص تحدث عملية توزان لدرجة حرارة الأرض. فاذا حدث ان ذابت كمية كبيرة من الجليد في تلك المناطق فسوف تحدث الكوارث نتيجة لذلك حيث ستفيض المحيطات والبحار بكميات مهولة من الماء ثم تغرق مناطق كثيرة من مساحة اليابسة على سطح كوكبنا العتيق.. ان أحداث الماضي ليست منا ببعيدة, حيث حاول بعض القادة لدول معينة تصنيع صواريخ تدعى (سلاح اليأس) وهي عبارة عن صواريخ تحمل قنابل ذات طاقة حرارية عالية, كانت ستوجه إلى قطبي الأرض الشمالي والجنوبي بمنطق من يقول عليّ وعلى أعدائي في حالة خسارة الحرب. والحق ان الحربين العالميتين الماضيتين قد اثبتتا ان هذا الأمر سهل الحدوث, حيث قامت أمريكا بحجة إنهاء الحرب بإلقاء قنابل ذرية على كل من مدينتي (هيروشيما ونجازاكي) في اليابان, مما نتج عنه وفاة مئات الآلاف من الأشخاص في ثوان لدرجة اشتعال الأنهار بالنار من جراء الانفجار, بل ان بعض الضحايا مازالوا يعانون هم وأولادهم وأحفادهم, حتى الآن من آثار الغازات التي نتجت عن تلك القنابل في ذلك الوقت. حدث هذا رغم تصريح روسيا او الاتحاد السوفيتي وقتها بان المفاوضات التي كانت تجرى آنذاك لانهاء الحرب سلميا في طريقها الى النجاح, حيث وافقت اليابان مبدئيا على ذلك. ولكن للأسف فان الرغبة في الانتقام والنزوع الى الشر واظهار التفوق والهيمنة الاستراتيجية التي دفع ثمنها الكثير من الأبرياء من شعوب العالم, كانت من أهم العوامل في الإسراع باتخاذ القرارات الخاصة بالقتل والتدمير بلا رحمة للبشر. الماضي يعيد نفسه حاليا فان الرغبة الجامحة لدى الرئيس الأمريكي (جوج دبليو بوش) الابن في القتل والتدمير ومهاجمة الدول والتدخل في شئونها الداخلية والخارجية هي رغبة تمكنت من قلبه وعقله. الغريب انه بعد انتهاء الحرب اصدر زعماء دول التحالف المنتصرون قرارات هامة اعظمها على الاطلاق (حق الشعوب التي كانت محتلة من قبل دول اخرى في تقرير مصيرها والعيش في سلام مع جيرانها) نبذ سياسة القوة وفرض الأمر الواقع باحتلال أراضي الغير بدون وجه حق, وقد ظن العرب ان هذا الأمر ينطبق عليهم خاصة بعد ما قدموه من خدمات لدول الحلفاء مثل بريطانيا وفرنسا, حيث ان اغلب الدول العربية وقتها كانت تحت الاحتلال البريطاني والفرنسي, إلا ان الحلفاء نكثوا بعهودهم التي قطعوها على أنفسهم للعرب وقتها وقد تم تقسيم العالم العربي بين فرنسا وبريطانيا فأصبح كثير من الدول العربية تحت الانتداب الفرنسي والأخرى تحت الاستعمار البريطاني, ونسى الغرب ما عانوه من ويلات الحرب والرعب الذي قذفه (هتلر) في قلوبهم, وبدلا من توخي العدل والجنوح الى السلام, قاموا بالقاء اليهود في فلسطين وزرعوا (فسيلة) خبيثة اخرجت زرعا مر الطعم يتجرعه العرب غصصا يوما بعد يوم. الخلاصة ان العدل المفقود هذه الأيام والمساواة بين الشعوب قد تتمخض عن أسوأ النتائج فهناك دول تكدس الأسلحة النووية مثل إسرائيل وأخرى تستجدي مخلفات الحروب القديمة من بنادق ومدافع وأسلحة مجتها التقنية الحديثة لقدمها وقدرتها الضعيفة على مسايرة التقدم, وما يجري من تجارب لتحديث الأسلحة وتطوير المعدات, وكذلك ما يتخلف عن ذلك من نفايات نووية وزلازل قد تتسبب بالفعل في تلوث بيئي كبير طال جو كوكب الأرض وطبقاته العليا بعد ان امتلأ سطحها, مما نتج عنه ثقب كبير في طبقة الأوزون يزداد اتساعا يوما بعد يوم وعلى الرغم من اننا على اعتاب القرن الحادي والعشرين إلا اننا ما زلنا نرى دولا تمطي صهوة الحكم فيها أصحاب عقليات سادية مثل سفاك الدماء (أريل شارون) رئيس الوزراء الإسرائيلي الذي ما زال يحمل عقلية اقطاعيي القرون الوسطى, ولا يرغب في سلام يتطلع اليه حيث لا بديل سواه. كلمة أخيرة لا يجب على دولة واحدة بعينها ان تحوز جميع الأسلحة وتستولي على موازين القوى في شتى انحاء العالم لان ذلك يتنافى والحكمة لان المتفرد بالقوة والتميز هو صانع القرار, ومن يقنعه شيء للتراجع وتغيير قراره مهما كانت المبررات حيث ان (الغرور) يزين له دائما انه صاحب الحق, فيفرض قوانينه وشرائعه التي قد تتنافى وكل الأعراف الإنسانية التي تدين العنف والتبربر والهمجية. وللعلم فان سياسة الفتوات والقبضايات قد اندثرت منذ زمن بعيد بعد ان دخل العلم كل البيوت وأنار بشعاعه شغاف قلوب البشر قبل عقولهم وأصبح الجميع يعرف ما لهم من حقوق وما عليهم من واجبات. محمد عثمان حسن حسين ـ الدمام