كنت ضمن المدعوين لحضور احتفال اقامته شركة ارامكو السعودية بالظهران احتفاء بذوي الاحتياجات الخاصة وساهم في ذلك الحفل العديد من الجمعيات الخيرية المختصة في هذا المجال اضافة الى مراكز التأهيل ودور الرعاية المختلفة بالمنطقة الشرقية.
كانت فكرة الشركة أكثر من رائعة ولعلها فكرة رائدة استطاعت خلالها ادخال البهجة الى نفوس تلك الفئة من المجتمع وادماجهم مع الاسوياء رأيت في عيونهم التعابير المتباينة بهجة وسرور وفرحة وحبورا كانت ضحكاتهم تتناغم فيما بينهم حيث شاركوا في كافة فقرات الحفل رياضية وثقافية وترفيهية واستطاع البعض منهم ان ينافس الكثيرين ويبدعوا في مجالات عدة.
ربما نكون الآن نحن مطالبون اكثر من أي وقت مضى بان تكون لدينا القناعة التامة بان اخواننا واخواتنا من ذوي الاحتياجات الخاصة كانت ظروفهم قد اضطرتهم اضطرارا وليس اختيارا لشيء من المعاناة ولكن بارادتهم الممزوجة بالعزيمة والإصرار استطاعوا تجاوز تلك الظروف الصعبة ولم يأت ذلك الا بالوقفة الصادقة من قبلنا نحن افراد المجتمع جميعا وقبلهم وزارة العمل والشئون الاجتماعية المطالبة بالكثير للخروج بهؤلاء من محيط العزلة والحزن الى العالم الفسيح ولا تقتصر تلك الاحتفالات على المناسبات والاعياد والفعاليات التي لا تتجاوز يوما أو يومين فقط على أقصى تقدير. أي ظلم نمارسه نحن بحق اولئك الاخوة الذين ربما حرموا من اشياء باستطاعتنا ان نعوضهم عنها ونشعرهم بصدق المحبة والتعاطي معهم.
وهذا شيء لا استطيع ان اصفه بالمستحيل بل هو الانصاف ان لم يكن العدل.
وقد تراءى لنا ذلك الحلم الكبير عندما تأسست جمعية الاطفال للمعوقين والتي يرأسها صاحب السمو الملكي الامير سلطان بن سلمان بن عبد العزيز وكان لتلك الجمعية طموحات كبيرة للارتقاء بالخدمات التوعوية وتقديم الرعاية الايوائية اضافة الى جملة من الافكار والاطروحات والمساهمات الفعالة التي تتطلب تضافر الجهود من وسائل الاعلام المرئية والمسموعة والمقروءة ودعم رجال الأعمال وعقد الندوات من قبل جهات الاختصاص لمناقشة المعوقات ان وجدت وان مشوار الالف ميل يبدأ بخطوة واحدة . ولم يبق من الوقت فسحة للاسهاب في حديث شجونه يعيها االجميع فلتكن الانطلاقة سريعة وجادة ولا يزال الامل معقودا لبريق يتأتى من البعد الآخر.
خالد الغامدي
