صدر عن هيئة كبار العلماء أمس بيان بشأن الاحداث الراهنة هذا نصه:
بيان من هيئة كبار العلماء
الحمد لله الواحد الاحد خالق الخلق الرب الصمد مرسل الرسل رحمة للبشر والصلاة والسلام على نبينا محمد امام الرحمة المبعوث بالهدى المأمور بالعدل وبيان الحق الداعي الى الرحمة والاحسان وعلى آله وصحبه أجمعين. وبعد .. إن المرء في وطننا الاسلامى والشعوب المحبة للسلام في كل مكان من هذا العالم قد آلمه قيام هذه الحرب في العراق ادراكا ووعيا بأن الحروب لا تخلف وراءها غير الدمار وأنه لا منتصر في قضية خاسرة فالجميع في هذا العالم سيصاب بآثارها وسيعيش مأساتها في غياب تحكيم العقل والحكمة.
وان كل مؤمن على هذه الارض ممن حكم عقله وأعرب عن قلقه من قيام هذه الحرب ليدعو الامة الاسلامية والدول والشعوب المحبة للسلام والمتمسكة بمبادئ العدل الى المبادرة سريعا بالعمل على ايقافها رحمة بالبشرية جمعاء واحتراما للمواثيق وصيانة للانسانية عن انتشار فوضى الحروب التى لا تخلف غير الدمار في العمران والموت للانسان فترمل النساء وتثكل الشيوخ وتفزع الصغار موقدة في نفس الوقت نزعات العداوة والكراهية بين دول العالم وشعوبه.
واننا اذ نعلن هذا البيان لكافة أبناء المملكة لندعوهم الى الالتفاف حول قيادتهم التي بذلت من الجهد الكثير في سبيل تجنيب العراق وشعبه هذه الحرب منذ أن بدأت نذرها تسطع في الافق ولم يهدأ ولن يهدأ لها بال حتى تجد مدخلا مشرفا لاحتواء الحدث في محاولات نأمل لها النجاح لتجنيب المنطقة ويلات الحرب. وما جاء في كلمة خادم الحرمين الشريفين وأخيه ولي العهد حفظهما الله في هذا الشأن غنية عن كل بيان أو تبيان كما أن موقف المملكة الرافض لهذه الحرب واضح ومعلن للجميع.
ونذكر أنفسنا وجميع أبناء الامة بالتمسك بتقوى الله والبعد عن التفرق والاختلاف والوقوف صفا واحدا عملا بقول الله تعالى (واعتصموا بحبل الله جميعا ولا تفرقوا) وقوله (ولا تنازعوا فتفشلوا وتذهب ريحكم) وهو أمر إلهي متعين على الجميع في كل الاحوال وهو في زمن المحن والازمات أوجب والزم. ومن ذلك نبذ الشائعات المغرضة التي تستهدف أمر ديننا واستقرارنا وأمننا ومن ذلك محاولة من تسول له نفسه من ضعاف النفوس المساس بوحدة بلادنا بقول أو فعل.
وعلى المسلم الغيور حال الفتن والاحداث الجسام التى تتعلق بالامة عموما أن يتقي الله في أمته ولا يكون عجولا بل عليه التحلى بالأناة والرفق ورد الامور الى أهلها يقول الله سبحانه وتعالى (واذا جاءهم أمر من الامن أو الخوف أذاعوا به ولو ردوه الى الرسول والى أولي الامر منهم لعلمه الذين يستنبطونه منهم). مؤكدين ضرورة التثبت وواجب الالتجاء الى الله قولا وعملا وأن يحفظ لمملكتنا أمنها في دينها ودنياها وأن يوفق ولاة أمرها ثباتا على الحق وأن يحفظ بلاد المسلمين عامة وعلى سائر أهل العلم في هذه المملكة وفي كل مكان أن يبصروا الناس بآثار الفتن وعواقبها الوخيمة ويحثوا الناس الى الالتجاء الى الله بالدعاء وكشف الضر والالحاح عليه ـ جل جلاله ـ في ذلك الاكثار منه وسؤاله المغفرة وتكفير الذنوب فهو القائل جل جلاله (واذا سألك عبادي عني فإني قريب أجيب دعوة الداعي اذا دعان).
إن هذا البيان انما هو لتأكيد ما عليه حكومة هذه البلاد وعلمائها وشعبها من رفض للحرب والله المعين والقادر المقتدر على كل أمر نسأله بجلال قدره أن يطفئ برحمته هذه الحرب وأن يعم السلام أرجاء المعمورة بيده تدبير كل أمر واليه المنتهى. وصلى الله على نبينا محمد وعلى آله وصحبه وسلم تسليما كثيرا.
هيئة كبار العلماء
رئيس المجلس/ عبدالعزيز بن عبدالله بن محمد آل الشيخ