" باتريك" يعود من عمله إلى شقته في العمارة الواقعة على 11- 9 أفنيو، اتجه مباشرة إلى جهاز التلفزيون. تناديه "ويني" زوجته من المطبخ: باتريك هل عدت؟ نعم، يجــــيبها "باتريك" وهو منهمك في البحث عن المحطات تتبعاً لأخبار الحرب مع العراق. تأتي "ويني" وهي مرتدية مريلة المطبخ ومعها صينية الطعام تضعها أمام باتريك المنهمك تماماً أمام الشاشة.. ويني:- هل انتهت الحرب "هني"؟ باتريك: لا لم تنته، لقد تطورت الأمور فإن مشاهد الحرب يبدو أنها تتعقد. ويني: كيف عرفت؟ فلقد كنت مع برنامج أمريكا هذا الصباح، ولقد مدح المجتمعون رئيسنا العظيم، ورددوا شعاراته في تحرير العالم، وقالوا إنهم وراء رئيسنا إلى الأبد الزعيم الأوحد بوش التكساسي المجيد. باتريك: ولكن (وهو يهمس) سمعت الزملاء يتوشوشون في المكتب بأن العراقيين يكبدوننا الخسائر، وبان الحرب ليست نزهة على أرض العراق لتحريره من زعيمه الأوحد صدام التكريتي. ويني: لقد سمعت بأذني المارشال حرب اللواء ركن رامسفيلد يقول إن الجنود العراقيين يتساقطون بالآلاف ويتدافعون للدخول إلى جنات المخيمات التي أقامها جيشنا الظافر، وإنهم يرقصون في مدن العراق على أنوار القنابل التي ترسلها لهم طيور السلام "البي ففتي تو". باتريك: ولكن زميلي " جمال هاريسون" يقول إنه سمع من إحدى الإذاعات بأن المارشال حرب اللواء ركن وزير الدفاع العراقي ينفي كل هذه الأخبار وقال إنهم عرضوا على التلفزيون صورا ومقابلات مع أسرانا، الخبر الذي نفاه اللواء الركن الأخ رامسفيلد. ويني: لا عليك من جمال هاريسون فهو قد دخل الإسلام من يومين وهي موضة في هارلم كما تعرف، وهو مندس وجاسوس لوكالة المخابرات العراقية يريد أن يدمر ثقة النشامى والماجدات في بلدنا العظيم أميركا. نحن سنحرر كل العالم تحت راية الحزب الأوحد وسنركب كل العالم على ظهر فيلنا الرمز الكبير. باتريك: ولكن كيف لي أن أتحقق من هذه الأنباء؟ فكل المحطات عندنا تردد نفس الكلام الذي يردده رئيسنا الأمجد ورئيس الأركان والماجدة كونداليزا. ويني: هل هناك طريقة للتأكد من الحقائق؟ فيبدو أنك تشكك بكل أخبار فتوحات وانتصارات جيشنا الباسل. باتريك: نعم، الطريقة الوحيدة أن تديري على المحطة الصادقة بي إن إن. ويني: أوه، تعني تلفزيون بغداد!