ضراوة المقاومة العراقية ضد القوات الامريكية وحلفائها تؤكد بوضوح ان خيار النصر الحاسم والسريع لن يتحقق، فرغم ما تحرزه تلك القوات من تقدم في بعض المدن العراقية الا انه تقدم مشوب بالحذر نظير مقاومة شديدة لم تكن في حسبان القوات الامريكية وحلفائها، وبما ان الحرب سجال بين الطرفين، ولن تحسم بالسرعة التي كانت تتصورها واشنطن ولندن فان ذلك يعني سقوط المئات من القتلى والجرحى بين الطرفين، وتلك ضريبة باهظة من ضرائب الحرب، غير انها تدفع للقول ان وقف الاقتتال هو الطريقة المثلى لايقاف تلك الضرائب الفادحة، ومثلما دعت المملكة قبل اندلاع نيران الحرب الولايات المتحدة وحلفاءها الى ضرورة تجنب هذه الكارثة الرهيبة والاحتكام الى لغة العقل، وحل الازمة العراقية بالوسائل الدبلوماسية، فانها تدعو اليوم بعد ان وقعت الحرب الى وقفها كحل عقلاني وطريقة آمنة لتجنب سلبياتها وافرازاتها وتداعياتها الخطيرة على العراق الشقيق، وعلى سائر دول المنطقة وكما اكد مجلس الوزراء في جلسته التي عقدت بعد ظهر يوم امس الاول برئاسة قائد هذه الامة خادم الحرمين الشريفين الملك فهد بن عبدالعزيز - حفظه الله - فان المملكة ستبقى ثابتة على موقفها بعدم المشاركة في الحرب بأي حال من الاحوال، وانها مازالت تدعو لايقاف الحرب بأقصى سرعة ممكنة نظير ما تفرزه من احداث أليمة تتمثل في سقوط الضحايا من المدنيين العراقيين الابرياء، ومن افراد الجيوش المشاركة في الحرب، وليس من سبيل لوقف تلك التداعيات الا بوقف آلة الحرب والعودة الى التفكير جديا بحل الازمة العراقية سلما بجهد دولي مشترك وتحت ظل الشرعية الدولية، حفاظا على الأمن والسلم الدوليين من جانب، وحفاظا على أمن وسلامة واستقلال وسيادة العراق من جانب آخر.