1ـ (المؤمن لا يلدغ من جحر مرتين)
2ـ (الشخص الغبي يقع في الحفرة مرتين)
أين تذهب الحكمة عن تلك الأيدي التي تمتد مراراً لذات (الجحر) لكأنما لدغة واحدة لا تكفيها، ولا تفي بالعظة. ينبغي الاستمرار في دس الأعضاء جميعا لتنال نصيبها من اللدغ. وتحظى بحصتها من السموم ومن مكائد الحيلة التي تتلبس كل يوم في هيئة خافية مموهة، لكنها مكشوفة لعين تبصر لعقل يعي، من (جنود العسل) تذيق مستطعمها صنوف البلاهة وألوانا من الخسارة الواضحة.
يعرف أن بالجحر ثعابين الموت الأسود، وبنفس طائعة رضية، مضى بها التنويم إلى مداه، تبتلع زركشة الطعم. تصرخ قليلا، وتعاود الدخول إلى الجحر . تتخطفها الثعابين، وفي كل مرة تخر، تخدرها أفاويق من كأس النسيان العظيمة.
أين تذهب الحكمة عن تلك الأقدام التي تمر بذات الطريق وبذات (الحفرة) ولا تحيد قيد خطوة عن الفوهة المفتوحة.لم تتعلم من جراح الأيام الماضية، ولا من كسور سرعان ما تعاود كلما التأمت .. جراح راعفة كسور سائرة مع صاحبها إلى نهاية العمر
مشعل الذكاء ينطفىء حالما تبدو الحفرة تنشل الإرادة وتسود الظلمة وتعمى القلوب التي في الصدور .. يرتفع قمر الغباء المنير يزين الطريق المتعرج .. والتماع الحفرة كثغرة في جدار، كمخرج من عتمة. وهي هي الحفرة لم تتغير سوى أن جرعة الغباء العالية بقمرها المنير تقول شيئا آخر يغيب عنا نحن المراقبين يظن بنفسه الإبصار وبنا العمى يظن بنفسه التحوط والدربة، وبنا القعود يغفلتها .
يستمر (الجحر) بثعابينه والأيدي بغفلتعا .
تبقى (الحفرة) في مكانها، والأقدام بعماها .
يظل القطار يدهس، كل مرة، ومن عجب أن صاحبنا لايزال حيا !!
هذا الذي يمحو ذاكرته ويستقيل من كتاب الأيام. الأحداث لا تحركه، ولا تحرف مساره .
هذا الذي يتخفف من التجارب ومن حكمة العمر ومن عصارة الأجيال ومن خبرة الحياة و(تلاويعها) .
هذا الذي يريد أن يستنسخنا ، على مثاله، وأن يقنعنا بجحوره وحفره. ماذا نصنع به يا : عرب !!!