اهتم الفنان المسلم بدراسة الزخارف الهندسية والنباتية على أسس واقعية نابعة من المجتمع والبيئة الاسلامية فاهتم المصمم بدراسة هذه الزخارف وعلاقتها بالألوان خاصة الزاهية منها مثل الاحمر والأبيض والأزرق والذهبي والفضي حتى اصبحت العمارة الاسلامية اكثر العمائر حياة واشدها بهجة واعظمها خلودا , فجذبت الزخارف كفن من الفنون الاسلامية الاهتمام بها حيث ازدهرت وتبلورت في فنون تواكب الظروف الاجتماعية النابعة من الدين فتعددت الاساليب الفنية , حيث قام الفنان المسلم بصياغة فن له اسلوبه الخاص وطرازه حيث ظهر ذلك في المعالجات الزخرفية المختلفة للأسطح الجدارية والخشبية باستخدام طرق متعددة للتشكيل منها البارز والمفرغ بمراعاة كل من الجانب الفني والجانب الجمالي فاستغل الشمس وما يتبعها من ضوء وظل حتى يتكامل الاحساس بالحيز والفراغ واستخدم الزخارف الجصية في تشكيل الفراغات وملأها بحشوات مستخدما الطرق المتعددة لتغطية السطح بزخارف رائعة حتى تكاد تختفي الارضية تماما. وقد استفاد الفنان بالمملكة من هذه الفلسفة الخاصة في تحقيق فن تشكيلي بالزخارف الجصية التي تملأ الفراغات والمسطحات كزخارف جمالية ادت وظيفة روحية تتصف بالتطور والنمو والإضافة والحذف والرقي حتى وصلت الى شكلها الحالي من خلال تشكيل المادة بزخارف متعددة فظهر التنوع الواضح مع الاحساس بعنصر الوحدة في العمل الفني من حيث الموضوع والشكل. وسوف نتعرض هنا للزخارف الموجودة في مدينة الاحساء لنتعرف على اشكال الزخارف الموجودة تميزت العمارة التقليدية بالاحساء بانها عمارة اصيلة تلبي حاجات ثلاث تتناول الجوانب الوظيفية والجمالية والرمزية. يقول الدكتور مشاري النعيم في افتتاح معرضه عن العمارة التقليدية الذي اقيم بجامعة الملك فيصل برعاية وكيل الجامعة الدكتور عبد العزيز الساعاتي. ان الهدف الاساسي للمعرض هو ابراز الجوانب المعمارية لمحافظة الاحساء التي تميزت بأنها لم تأخذ ممن احتلوا المنطقة او جاوروها مثل الهولنديين والانجليز والبرتغاليين والعثمانيين اشكال وهندسات معمارية بل حافظوا على نمط معين لم يتبدل مع مرور الوقت منسجم مع البيئة المحلية والتذوق المحلي. الزخارف الجصية بالاحساء تعتبر من الفنون المعمارية المتميزة تختلف عن مثيلاتها في دول الخليج والساحل الشرقي من المملكة حيث استطاع الفنان ان يضفي على مدخل المسكن لمسة من الجمال باستخدام الزخارف الجصية المفرغة , والتي تكشف عن مهارة الفنان الذي أخرح لنا هذه اللوحات الفنية الباقية اما الاشكال الجصية فهي تتخذ اشكال الزخارف الهندسية كخطوط نصف دائرية منحنية ومقوسة ومتداخله ومتقاطعة ومضفرة. وهناك العديد من الطرق التي استخدمها الفنان في تشكيل الزخارف الجصية
1ـ طريقة الحفر المباشر على الجص
2ـ طريقة الصب
3ـ طريقة التفريغ
4ـ طريقة تكوين الجص
الأماكن المخصصة لهذه الزخارف ترتبط هذه الطريقة بملء الفتحات الخاصة بالنوافذ وفوق الابواب على صدور المنازل لادخال اشعة الشمس احيانا والنور والتهوية الطبيعية الى داخل المساكن التقليدية
طريقة تشكيل الزخارف الجصية
ـ يصب الفنان لوحا من الجص في اطار بسيط من الخشب يوضع على الارض
ـ يثبت الفنان اللوح على الحائط بعد ان يجف تماما - يقوم بنقل التصميم على اللوح لتحديد الفراغات والاشكال
ـ يشكل التصميم بنحت تفريغ عميق ليحدث التكامل بين الفراغ والشكل. تشكيلات الجص المفتوحة
او ما يسمى بالفراغ المفتوح الذي ينشأ من تجميع الاشكال مع بعضها ليتخلله الهواء والضوء ويكون نافذا الى داخل المسكن وبهذا التشكيل يتكامل الفراغ مع التشكيل ليصبح عملا فنيا جميلا حيث نجد في هذا ايضا علاقة متبادلة بين الشكل والفراع تكوينات منظمة لها ايقاعات تحقق علاقات جمالية ممتدة وكثيرة وبهذا يعطي المشاهد تنوعات مختلفة للفراغ النافذ الذي يجمع بين الاشكال تارة وبين الاجزاء تارة أخرى.
كلمة أخيرة
ـ لابد من الحفاظ على تراثنا المعماري الفني ولا سيما الزخارف الجصية كموروث فني في مجال التعبير المجسم والمنحوت لانها مطلب ضروري فالبرغم من تعدد انواع التشكيلات الزخرفية بمناطق المملكة وتنوعها الا انها اهملت ولم توظف في العمارة الحديثة للأسف الشديد كذلك نوصي بضرورة اقامة العديد من المعارض الخاصة بالعمارة التقليدية لتصل الى كل من له علاقة من مدارس وجامعات وكليات ومعاهد من اجل ترسيخ الموروث في نفوس ابنائنا والمحافظة عليه والمحافظة على كل ما وصل إلينا من موروث آبنائنا واجدادنا.
ـ زيادة نشر الوعي والوعي السياحي بالدرجة الأولى لتنمية مهارات التذوق الجمالي للعمارة التقليدية وما تحمله من جمال.
ـ تركيز اعضاء هيئة التدريس بالجامعات على عمل دراسات لطلاب وطالبات الجامعة في مثل هذه الفنون والزخارف لا ثراء المعرفة ونشر الوعي.