أفرحني مثل ما افرح الكثيرين من أبناء هذا الوطن إنشاء صندوق للفقراء في هذه البلاد.. والحقيقة التي ينبغي أن نقف أمامها بكل الصدق هي أن لدينا كثيرا من الفقراء في أنحاء مختلفة من المملكة وانهم يعيشون في ظروف معيشية صعبة ويحتاجون الى الدعم والمساندة.
واذا كانت مشكلة الفقر. عالمية وليست في بلادنا وحدها. فإن الدولة الكريمة وقد أدركت حجم هذه المشكلة بادرت بإنشاء صندوق للفقراء يقبل تبرعات الموسرين والقادرين الى جانب دعم الدولة.. ولقد تجلى هذا الاهتمام في الزيارة التفقدية التي قام بها سمو ولي العهد خلال شهر رمضان الفائت الى عدد من الأحياء الفقيرة في مدينة الرياض وأبدى سموه حفظه الله اهتماما كبيرا بحال الفقراء وأعلن عن انشاء صندوق للفقراء.. ثم توالت التبرعات على هذا الصندوق وأجزم بأن كل من ساهم وتبرع لهذا الصندوق لا ينشد مدحا ولا يستهدف اطراء وانما ينشد ثواب الله ويكتب اسهامه في ميزان حسناته. وإذا كانت الدولة أعلنت عن بداية مبلغ يصل الى مائة مليون لاستراتيجية هذا الصندوق فإن الأمر يتطلب في نظري دراسة شاملة لكل الفقراء في مختلف مناطق المملكة.. وذلك من خلال تشكيل فرق بحث واستقصاء من العلماء وأئمة المساجد وأفراد المجتمع لحصر كل الفقراء.. والسعي بعد ذلك لتحسين ظروفهم المعيشية.. وتهيئة الحياة الكريمة لهم.. وعندما تتمكن هذه الفرق من حصر جميع الفقراء في مختلف مناطق المملكة نكون قد حددنا حجم هذه المشكلة وتفاعلنا كثيرا مع معالجتها. وكل مواطن مخلص.. لابد أن يتفاعل مع هذه الفرق ويسهم بدوره في العمل معها.. وكان الله في عون الجميع.