@@ قد يصبح الحزن حزنين.. والألم ألمين وقد يموت المرء مرتين.. وقد يتحجر الدمع في العين وتصبح الغصة في الحلق غصتين.. ومع كل هذا فنحن ندرك ان الموت لا يأتي الا مرة واحدة.. وان قدرك ماكان ليخطئك.. وان ما كتبه الله لنا لابد ان يحدث.. وان كل نفس ذائقة الموت ولا اعتراض على قدر الله وحكمته. فالموت حق وكلنا راحلون لمواجهة مصيرنا المحتوم.
@@ وهناك بعض الرجال يموتون ونواريهم الثرى ولكنهم يبقون بأعمالهم الخيرة بيننا.. نراهم في صباحنا ومسائنا نراهم في عيون الاطفال المعاقين.. وفي دموع الامهات الثكالى.. وفي دور العجزة والمسنين وعلى ابواب دور الايتام والمساكين.
@@ هؤلاء الرجال لا تموت اعمالهم حتى وان ماتوا.. ولا تندثر مآثرهم وحسناتهم حتى وان واريناهم التراب والفارس النبيل الامير احمد بن سلمان بن عبدالعزيز رحمه الله واحد من هؤلاء الرجال.. الذين تركوا في حياتنا اثرا سيبقى حتى بعد رحيلهم.
@@ ولعلنا نحن الكتاب والصحفيين في هذا البلد اكثر التصاقا بالراحل الشاب.. الذي كان يرأس اكبر دار صحفية في العالم العربي.. وكانت له مواقف انسانية كبيرة مع العديد من العاملين في هذه المهنة الشاقة "الصحافة".
@@ ولا انكر له موقفه الشهم والكريم عند توقفي عن الكتابة في جريدة "البلاد" قبل اشهر.. وسؤاله عني وقد جاءني صوته عبر الهاتف يسألني لماذا توقفت زاويتك في "البلاد" قلت: يا طويل العمر يقولون ان القطة عندما تجوع تأكل ابناءها.. وقد اوقفوني هم.. ولم اتوقف انا.. قال ضاحكا رحمه الله: ولكن لحمك ياعبدالواحد لن يشبعهم ثم اردف سموه.. على العموم نحن مطبوعاتنا تحت امرك اختر المكان الذي تود الكتابة فيه. قلت: شكرا ياسمو الامير ولكني لست كاتبا دوليا "انا يادوب كاتب محلي وما خلصنا مع اهلنا.. فكيف بالغرباء". قال: نحن لدينا كتاب محليون ودوليون وخليك انت نص ونص.. اي نصفك دولي ونصفك محلي. قلت امرك يا سمو الأمير.
@@ وانتهى ذلك الحوار مع الامير احمد بن سلمان رحمه الله والذي كان له ابلغ الأثر في نفسي.
@@ وقد شاءت ارادة الله تعالى ان يتأجل لقائي بسموه لارتباطي بالسفر لعلاج زوجتي في الخارج.. وقد فوجئت يوم امس الاول بخبر وفاة سموه الكريم..
.. رحم الله الامير الفارس الشهم احمد بن سلمان بن عبدالعزيز واسكنه فسيح جناته ولاحول ولا قوة الا بالله.