DAMMAM
الخميس
34°C
weather-icon
الجمعة
icon-weather
34°C
السبت
icon-weather
37°C
الأحد
icon-weather
33°C
الاثنين
icon-weather
34°C
الثلاثاء
icon-weather
36°C

سوسن الشاعر

سوسن الشاعر

سوسن الشاعر
سوسن الشاعر
أخبار متعلقة
 
لك الله أيهاالشارع العربي الصامد أمام الكوارث والموعود بهذه الكوارث الواحدة تلو الاخرى منذ سقوط بغداد أول مرة الى يومنا هذا. لك الله.. فليس الشارع العراقي هو وحده الموعود بالقصف للعقد الثالث على التوالي بل ان معظم الشعوب العربية دون استثناء تعرضت لشيء مشابه بدرجة او بأخرى سواء كان قصف بطائرات او طحن بدبابات.. ومن اسلحة محلية او اجنبية لا فرق فالشظايا متعددة والموت واحد.. ومع ذلك مازالت حناجرك حية. استعرضوا الخارطة العربية ومروا على التاريخ الحديث مرورا سريعا وحاولوا ان تجدوا دولة لم يتعرض فيها الشعب العربي لقصف من نوع آخر فالمسلسل متواصل من المغرب الى عمان، فلا حكومات افاقت ولاشعب شفي من جراحه.توقعنا بعد هزيمة 67 أن تحدث انتفاضة عربية عربية نصحو بعدها من أوهامنا، توقعنا صلحا يقع بين حكوماتنا وشعوبنا نتصارح فيه عن واقعنا الحقيقي غير المزيف مهما كانت بشاعة هذا الواقع ووهنه وضعفه، فصدمتنا في 67 لم تكن بسبب الهزيمة العسكرية بل كانت بسبب الواقع الذي افقنا عليه والذي كان عكس الصورة التي أوهمتنا بها حكوماتنا تماما، فدفعنا ثمن افاقتنا بحالة احباط سادت الشارع عن بكرة أبيه، تدروش منا من تدروش، واكتئب منا من اكتئب، وانكفأ منا من انكفأ، وانتكس منا من انتكس، وعشنا ردة فعل مازلنا نعاني آثارها رغم مرور ما يقارب الأربعين عاما. ورغم أننا حللنا الأسباب وفرزنا الدوافع وعقدنا الندوات وأقمنا مراكز الأبحاث ووصلنا الى ان حقيقة موقعنا امكانياتنا مهما كانت مراراتها إلا أن الاعتراف بها والتعامل معها بواقعية ضرورة لابد منها لا لجلد النفس ولا لكسر النفس انما لأنها وحدها تعد نقطة الانطلاق الاساسية لأي نهوض من كبوتنا. عدنا الى ما كنا عليه في أوائل الستينيات ولا كأن الدنيا أصبحت غير الدنيا والعالم غير العالم ولا كأن محيطات عدت من تحت الجسور! حكومات تكذب على شعوبها، وحكومات تقمع شعوبها، فان كانت الشعوب لاتريد أن تعرف حقيقة الأمر أو لا تريد أن تعترف بواقع حالها ومازالت تعيش في وهم كان وأخواتها، جاملتها حكوماتها جهارا وخانتها سرا، وان كانت الشعوب رغم علمها بواقعها تخضع لقيادات شعبية تزايد على حكوماتها اضطرت هذه الحكومات ان تقمع شعوبها، فتلك الحكومات لا ترى انها وحدها السبب في هذا الواقع المرير والتالي ليس عليها وحدها ان تدفع الثمن! وحالة من الضعف والوهن والشك تسود العلاقات العربية العربية منذ التسعينات الى يومنا هذا. وها هي كارثة جديدة قادمة ضمن سلسلة الكوارث وستحدث دويا صاعقا هذه المرة ودمارا ما بعده دمار بلا أي اتعاظ من درس وبلا أي تغيير في نمط السلوك، الفارق هذه المرة ان الفضائيات انتشرت في البيوت ورأى الناس بأم أعينهم فضائحنا شعوبا وحكومات بعد ان كنا نستند الى مصادر معلومات محدودة قبل المعارك وبعدها فاما (أحمد سعيد) كغالبية او اذاعة لندن كأقلية! انما فضائح هذه المرة نشرت امام العالم كله عن علاقة الحكومات العربية بشعوبها، فحكومات تصرح بشيء وأخبار تبين عكس ذلك تنقل لنا في نفس اليوم وعلى الهواء مباشرة، وفضائح عن علاقة بعضنا البعض كشعوب عربية، وفضائح عن علاقة حكوماتنا ببعضها البعض، وفضائح عن علاقة حكوماتنا بالأنظمة الامبريالية الصهيونية الاستعمارية الخ، بتناقضات لا حصر لها تدير رأسك، وفضائح عن مستوى استعداداتنافي كل اتجاه وفي كل مجال لا العسكري فحسب رغم اننا في مواجهة دائمة منذ خلقنا مع اعداء الأمة الذين لا ندري لم يتزايدون رغم اننا ناس طيبون؟ أمة بأكملها تعيش في غيبوبة هذا هو واقعنا المرير الذي سنفيق عليه قريبا والصدمة قادمة فإلى اين سيتجه هذا الجيل بعدها! اللهم إنا لانسألك رد القضاء ولكن نسألك اللطف فيه.