أخبار متعلقة
تثير ظاهرة الألتزام بالزي التقليدي في بلدان الخليج مزيجاً من مشاعر الاحترام والدهشة، في نفوس الكثير من الأشقاء العرب، إذ على الرغم مما عرفته هذه المنطقة من تطوير واسع في حقول المعرفة والصناعة والتجارة وعلى الرغم من ارتفاع للفرد نجد أن السعوديين على اختلاف ثقافاتهم واختصاصاتهم واهتماماتهم، مازالوا متمسكين بارتداء الزي العربي التقليدي، الذي يمتد عميقاً في شرايين التاريخ العريق. مقابل ذلك هناك ميل قوي للتجديد خاصة بين أوساط الشباب المتعلم، بمختلف مستوياتهم لكنه تجديد في التفاصيل الصغيرة، في نوعية القماش وفي الخطوط الخارجية. في الوقت الذي أصبح العالم سوقا صغيرة، تتناقل فيه السلع بسرعة كبيرة، سواء بالفضائيات أو الإنترنت أو غيرها، لذلك يصبح السعي لمقاومة الذوبان في تيار الحضارات المهيمنه، جهداً غاية في الصعوبة، ولعله لهذا السبب تكتسب الملابس التقليدية أهمية خاصة في تأكيد تمايز ذات الفرد، وذات الجماعة عن الآخرين مع القبول بالتحاور والتفاعل الإيجابي مع العصر.
ابتكار جديد
صالح سلمان البوعريش شهرة واسعة إذ عرف عنه قبل افتتاحة لمحله الجديد في كونه واحداً من الخياطين المعروفين في محافظة الأحساء وهو اليوم يشارك في ابتكار موضات جديدة تحتفظ بالقواعد الإساسية للزي السعودي التقليدي. منذ 38 سنة تقريباً. في لقائنا به، اتضح لنا بأن صالح البوعريش يمتلك آراء كثيرة تصب في تجسيد الزي التقليدي، مع السعي للتجديد شرط الاحتفاظ بالجوهر.
أزياء تتوافق مع المناخ
ويقول: صالح البوعريش تمتاز أزياء الرجال في السعودية بأنها أزياء تتوافق مع طبيعة المناخ والأجواء في السعودية وأنا فكرت في تطوير الثوب السعودي إلى مواصفات جديدة وجذابة وخاصة للشباب ولكن نظراً لأن الثوب السعودي الرجالي أبيض أو ملون ككل ولا يمكن أن يضم لونين معاً، كان علي أن أكيف الكثير من هذه الأفكار وفق هذا الأمر.
مرادف للهوية
ويضيف محمد عمر خياط بأنه مع التطور الكبير الذي شهدته المملكة خلال الثلاثين سنة الأخيرة في ميادين التعليم والصناعة والتجارة، وظهور فئة متعلمة وطموحة في مجالات العمل الحكومي والحر، أصبحت الملابس أكثر فأكثر عنصراً أساسياً لبناء هذه الفئة الشابه، بالمقابل نجد أن الالتزام بالملابس التقليدية السعودية، أصبحت مرادفاً للهوية والوطنية، وتمنح الفرد شعوراً بالقوة والتميز عن الغير، أضافة لذلك يمنح الزي التقليدي للفرد السعودي الشعور بالانتماء إلى الماضي العريق.
تطور كبير
يقول: موسى طاهر بدأت قبل 36 عاماً في إدارة هذا المحل وخلال هذه الفترة تطورت خياطة الثياب في المملكة تطوراً كبيراً وأصبح الاهتمام بالمظهر من العوامل الرئيسية التي يحرص عليها الشاب ورجل الأعمال وأصبح يريد أقمشة بنوعية معينة وتفصيل الثوب بمذاق آخر.
تاريخ وأصالة
وحول مدى استعداد زبائنه للجديد قال موسى الثياب السعودية تمتاز بأصالتها وتاريخها العربي القديم، إضافة إلى أنها تجاوبت مع التطور ومع ما هو حديث، ولهذا تجد ثياب المواطن السعودي في بعض الأوقات فضفاضة وأحياناً "مكسمة" ولها قصات معينة وذلك حسب الموضة التي يبدأ بها المشهورون من الفنانين أو رجال الأعمال وهذه الحال منتشرة أكثر بين أوساط الشباب، أما بالنسبة لكبار السن فنجد أن موجة التغيير بطيئة جداً. والموضة للثياب تكون كالتالي حسب رغبة الزبون سواء في أسارو البزمة يريدها زراير أو كبكات والبعض الآخر يضع فصوصا كما أن هناك قصات خاصة بأسورة الرقبة فمنها الرقبة الرفيعة، أو الرقبة العريضة أو الرقبة المبطنة بالبلاستيك لتكون واقفة لكي تغطي كل الرقبة. وهناك الجيوب المخفية والزراير المخفية أيضاً وهناك المبروم والمدروز أي التي تكون خيوط الخياطة ظاهرة ومدبولة ويكون خيطان بجانب بعضهما البعض وهناك الثوب الكويتي والحجازي والعماني الخ....
موسى طاهر