ليس الشارع العربي وحده الذي يعيش قلق الحرب التي بدأت يوم أمس، ولكنه قلق كل عواصم العالم، والذي يراقب أجهزة الاعلام بكل قنواتها يكتشف أن المادة الأساسية هي الحرب.
الناس هنا وهناك.. في بيوتهم وفي متاجرهم وفي مكاتبهم.. حديثهم عن الحرب، وهاجس أن يكون الانسان العراقي بعيدا عن كل الأهداف الحربية، فإذا كنا حريصين على هذا الانسان العربي سواء في القاهرة أو بيروت أو الرياض فإننا حريصون عليه في كل جزء من أجزاء الوطن العربي الكبير، وقد حرصت المملكة كما جاء في كلمة خادم الحرمين الشريفين الموجهة الى المواطنين في ظل هذه الظروف والأحداث الحرجة وألقاها نيابة عنه سمو ولي عهده الأمين، حرصت المملكة تحت ظل هذه الأجواء على سلامة شعب العراق وبقائه حرا مستقلا، فالقلق في الصفوف العربية كان واضحا منذ الاعلان عن بوادر الحرب، واذا كانت الجهود الدبلوماسية الحثيثة التي بذلتها كل الأطراف العربية والاسلامية والدولية قد فشلت في منع وقوع الحرب فإن الوضع الراهن الخطير يحتم على كل مواطن في هذا البلد الآمن اتخاذ ما ينبغي اتخاذه للحفاظ على الوحدة الوطنية وحماية منجزات المملكة من أي عابث من الخارج أو الداخل.
وفي ظل هذا الظرف العصيب فإن كل مواطن مسؤول عن أمن بلاده واستقراره، ويتحمل مسؤولياته كاملة تجاه حماية هذا الوطن والذود عنه، فلابد من تكاتف الجهود للحفاظ على أمن هذه البلاد واستقرارها وعدم السماح لأي دخيل أو مفسد يحاول استغلال ظروف الحرب للنيل من هذا الوطن وقيمه ومنجزاته.
ان الوطن العربي يمر بمرحلة دقيقة للغاية تفرض عليه تجنب تداعيات الحرب وأهوالها وتبعاتها، فهي لن تنتهي بمجرد تنفيذ القرار الأممي 1441 لنزع أسلحة العراق المحظورة بل انها قد تمتد لتمس وحدة العراق واستقلاله وخيراته وأمنه، وهذا ما حذرت منه المملكة وأبلغته للولايات المتحدة عبر موقف واضح يدعم الثوابت السعودية الراجحة في حالتي السلم والحرب.