تتذكرون لما غزت الجيوش العراقية الكويت وتسارعت الأحداث بعد ذلك, وكيف ان الناس كانوا خائفين حقا هنا, لذا صار الخوف من التلوث بالغازات والأشعة هو الهاجس اليومي المريع.. نضبت الأشرطة اللاصقة من الأسواق وصارت من أهم المواد في البيوت, وتعرفون وتتذكرون كيف كانت الطوابير لما كانت توزع الأقنعة والكمامات الواقية, وأيضا تلك كانت تجارة فارت ثم طارت. كلنا صدقنا وقتها ان العراق سيرسل علينا سيولا سماوية من الملوثات القاتلة, والبعض الكثير منا هرب الى أي مكان طلبا للأمان.
والآن تجيئنا تحذيرات بالانترنت وحتى برسائل الهواتف المحمولة تحذرنا من الغازات الكيميائية القاتلة, وكيفية تتبع الاجراءات التي تقي او تخفف منها.. على ان الخوف لم يعد سلعة رائجة هذه الأيام, أظن البعض ارسلها عن طريق الطرافة والتظرف.
لم يعد الناس يصدقون ان للعراق قوة تحمل غازاتهم ان كانت عندهم غازات, وحتى القوى الحاملة لا أظن انها موجودة بالعدد الذي يصدق أحد انه يشكل خطرا حقيقيا, من جانبي أظنها ـ أي الصواريخ ـ صارت خردة معدنية ضررها فقط على الذين يستندون الى معدنها البارد.. لا أحد يصدق, اقول لكم, ولا حتى الذين يجلبون الكمامات للأسواق, ولعلهم يأملون ان يصدق احد ذلك.. على كل حال بما ان الدنيا تعلمنا الدروس فلا اطلب من احد ألا يشتري شريطا لاصقا او كمامة واقية.. حتى وان كانت كما يقول اخواننا المصريون ستبدو شيئا مثل النفخ في الزبادي.
أوه! علي الاستدراك والطلب منكم بالرجاء ان تتوخوا كل الحذر فقد نتعرض للتلوثات الإشعاعية والكيماوية. هل من العراق؟ لا أظن!