اثار الامين العام للامم المتحدة كوفي انان دهشة واستغراب المراقبين السياسيين باستعجاله وقف البرامج الانسانية في العراق وسحب الموظفين التابعين للامم المتحدة بمن فيهم مفتشو الاسلحة رغم رفض المنظمة الدولية التي يتصرف باسمها اللجوء للحرب ومعارضة مجلس الامن والجمعية العامة لضرب العراق.
واعترف عنان الذي وصفه البعض بانه اصبح بوشيا اكثر من بوش أن سحب الموظفين تم بناء على طلب من الولايات المتحدة وليس بطلب من مجلس الامن وقال عنان بعد اجتماع خلف الابواب المغلقة لمجلس الامن تمت الدعوة إليه لمناقشة الموقف الذي يتطور بسرعة فيما يتعلق بالعراق ولاننا فشلنا أن نحل (الازمة) سلميا، فمن الواضح أنها خيبة أمل ويوم سيئ بالنسبة للجميع. ورغم مشاركته في التمهيد للحرب قال أنان إن الحرب دائما كارثة، فهي تقود لمأساة إنسانية كبرى وسوف يتم اقتلاع ونزوح العديد من الناس من منازلهم ولا أحد يريد ذلك. وقال عن أعضاء المجلس انهم يشعرون بخيبة الامل والاحباط لان المجلس المكون من 15 عضوا لم يتمكن من التغلب على انقساماته العميقة بين الاعضاء الذين يدافعون عن استخدام القوة في نزع أسلحة صدام حسين وأولئك الذين يعارضون ذلك.
وقال عنان (إن النافذة الصغيرة التي كانت لدينا يبدو أنها يجري إغلاقها بسرعة كبيرة) دون ان ينتبه الى انه باتخاذه قرار سحب الموظفين قد شارك في اغلاق هذه النافذة.
ونحى عنان الذي يعتقد البعض انه لم يبذل جهدا كافيا في معالجة هذه الازمة باللائمة على العراق لتركه النافذة الدبلوماسية تنغلق بسرعة على حد قوله. وقال كنا نأمل في ان تتعاون القيادة العراقية بالكامل لنكون قادرين على القيام بذلك نزع السلاح دون اللجوء الى استخدام القوة.
واضاف بيد ان النافذة الضيقة التي انفتحت امامنا يبدو انها تنغلق بسرعة بالغة ولست واثقا في هذه المرحلة من ان المجلس سيتمكن من عمل اي شيء خلال الساعات القليلة المقبلة .
واضاف انه اذا كان المجلس قادرا على معالجة هذه العملية بنجاح وتوجيه الارادة الموحدة لمعالجة هذه المسألة لكانت سمعته ومصداقيته قد تعززت . واذا نشبت الحرب دون دعم من المجلس فستكون هناك شكوك حول شرعيتها وسيكون دعمها محدودا.
واشار الى انها ليست المرة الاولى التي لا يتوصل فيها المجلس الى قرار وكنت افضل اتفاق الاعضاء وعملهم سويا. وردا على سؤال حول ما اذا كان اليوم يوما حزينا للامم المتحدة والعالم كما قال بنفسه في اواخر 1998 عندما اوقف العراق تعاونه مع المنظمة الدولية وتلقي عملية ثعلب الصحراء الجوية القصيرة من جانب الولايات المتحدة وبريطانيا قال عنان جميع حكومات وشعوب العالم تقريبا كانت تأمل في حل هذه القضية سلميا.. فالحرب دائما كارثة.
ومضى قائلا اذا بدأ العمل العسكري فانه يتعين على المجلس عقد اجتماع للبحث في ما يحدث بعد ذلك. وخلص عنان الى القول اوضحت انه وبغض النظر عن كيفية حل هذه القضية فسيكون امام المجلس ان يقوم بواجبه وان يمنحني تخويلا للقيام ببعض الانشطة التي سنحتاج الى القيام بها.. لذا فان هذا العمل العسكري المرتقب لا يعني نهاية انخراط الامم المتحدة في المسألة العراقية في اشارة الى العمل الانساني الصعب الذي ينتظر المنظمة الدولية خلال الصراع وبعده وكأن اغلق الباب لتتحرك المنظمة الدولية بعد الحرب.