رفض وليام بيرنز مساعد وزير الخارجية الامريكي للشرق الاوسط الاعتراف بان بلاده تمارس نوعا من ازدواجية المعايير بشأن قضية الاسلحة العراقية ومثيلاتها في دول اخرى وقال ان الولايات المتحدة الامريكية لن تسمح بتقسيم العراق، وان هدفها فقط نزع اسلحة الدمار الشامل التي لا تفرق بين الاديان ..
جاء ذلك في حوار لـ "اليوم" معه خلال زيارته لمقر الامانة العامة لجامعة الدول العربية بالقاهرة لمقابلة عمرو موسى الامين العام للجامعة.. وفيما يلي نص الحوار:
* كيف تنظر إدارة الرئيس بوش إلى تخوفات الخبراء والمحللين الاستراتيجية بان الهدف من ضرب العراق هو البترول؟
- الولايات المتحدة الامريكية تتفهم جيدا كافة الهواجس والشكوك عند الاخرين، وتحاول ان توضح لهم خطورة الموقف الذي يتجاوز مجرد التفكير في النفط لأنه لو لم يكن هناك موقف رادع من التهديدات النووية فإنه لن تأمن المنطقة باثرها من مخاطر هذه الاسلحة التي قد تقود العالم كله إلى الفناء.
* ولكن لوسلمنا بهذا المنطق الامريكي فما معنى ان يتم التركيز على العراق العربي المسلم؟
- القضية ليست عقائدية لان استخدام مثل الاسلحة المدمرة لن يفرق بين الديانات.
* وهل اتخذت أمريكا نفس الموقف من دول اخرى لديها اسلحة تهدد البشرية؟
- إذا كنت تقصد كوريا الشمالية، التي اثارت ضجة مؤخرا، فان الولايات المتحدة تبحث هذه المشكلة، والاتصالات مستمرة مع بعض جيرانها مثل الصين واليابان لتشكيل قوة ضغط دبلوماسي للتوصل إلى حلول تجنب المواجهات.
* مستر بيرنز .. الا ترى هناك ازدواجية في معايير المعاملة في موقف الولايات المتحدة الأمريكية من الموقفين الكوري والعراقي ؟!
- نحن دائما نتعجل الحكم.. فالولايات المتحدة منحت العراق كثيرا من السنوات لكي يتخلص من اسلحة الدمار الشامل، ولجأت إلى كافة السبل الدبلوماسية، دون ان تقرر من الوهلة الاولى للازمة استخدام القوة العسكرية بل انها لجأت إلى مجلس الامن ومناقشة المشكلة مع باقي الدول الاعضاء حتى اضطرهم النظام العراقي إلى اللجوء لاستخدام خيار القوة لتنفيذ قرارات مجلس الامن والشرعية الدولية ولذا فما تفعله الآن الولايات المتحدة بشأن الازمة مع كوريا الشمالية البدء بالوسائل الدبلوماسية والاتصالات مع جيرانها للتدخل سلميا لحل هذه المشكلة.
* ولكن الا تخشى امريكا من عواقب ضرب العراق وما يجر ذلك إلى تمزيقه مما يزيد التوتر في المنطقة؟
- الرئيس بوش أكد في تصريحاته حرصه على عدم تقسيم العراق وتفتيته، بل ان خطوة ما بعد نظام صدام حسين ستكون إعادة اصلاح المؤسسات العراقية لتحقيق إنجازات اقتصادية واجتماعية.
* في رأيكم ما هو الهدف من عقد القمة الثلاثية؟
- كانت محاولة لتعزيز موقف ادارة بلير امام الرأي العام البريطاني وفي نفس الوقت فالقمة جاءت لتقوية اتجاه الرأي العام الامريكي الذين ايد54%منهم التوجه إلى الحرب ولو تطلب ذلك عدم العودة لمجلس الامن.