@ لاشيء يوازي الفقد..
@ ولا شيء يعوض الغياب الذي لا عودة له حتى ولو بعد حين.
@ ولا شيء يعيد للصدر الحنون هدوءه المورق بوهج الامومة حين سمعت أولى لثغات الطفولة وخطواتها وضحكاتها.. ودموعها!
@ لا شيء يستطيع ان يوقف دقات قلب اتسع للخطوة والضحكة.. والبسمة وبدايات تكوين الحروف حين تقول ماما.. فيقف العالم طربا.
@@@
هذه الامومة التي تختبر اليوم صاحبة السمو الاميرة سلطانة بنت تركي السديري والدة فقيد الوطن احمد بن سلمان.
هذه الامومة التي تتوشح بحزن نبيل يمر على عتبات الشباب فيقطف الحلم الكبير في صيف حار.. ولم يبق سوى التاريخ منه.
هذه الامومة التي كانت عيونها تمارس الرعاية والحراسة لمشاعر صارت تكبر.. وتكبر من "المهد" دون ان تدري أنها ستشيعها الى "اللحد" أيضا.
ـ مثلما كان "سلمان" وسيظل كبيرا.. تكون "سلطانة" كبيرة حتى في لحظات الألم..
حتى في لحظات الوداع.. والفراق المرير..
ـ مثلما كان "سلمان" واقفا بايمان يهيل التراب على فلذة كبده.. ويتحاشى دموع الكبار حين تنحدر في اجلال..
كانت "سلطانة" تقف في صبر ورضاء بالقضاء الذي لا مفر منه.. تسترجع شريط الذكرى التي لن تغيب.. بقلب مفعم بالايمان والدعاء وهذا هو قمة السمو والتسامي والارتفاع فوق الاحزان..
تلك صفة القلوب الكبيرة.