الأسواق والمحلات تتعرض لفترة انتهاء صلاحية وعدم جدوى تماما كما يحدث للسلع والبضائع.
اي ان الاسواق تتوقف ولا تعود صالحة لاستقبال الزبائن فليس فيها شيء جاذب للمتسوقين والمتبضعين فتنتظر مصيرها من الافول والتلف والزوال. فالسلع لا تصلح للاستهلاك الآدمي وهذا نتيجة لوجود خلل في الانتاج او حالة تسمم او لعدم مطابقتها المواصفات والاشتراطات او نتيجة لانتهاء مدة الصلاحية، التي تحدد بسنة او سنتين او ثلاث سنوات حينها يكون المصير المحتم لها اذا كانت مستوردة هو المنع من الدخول والتسويق واذا كانت محلية فهو الاتلاف وفي حال ما اذا تبين سوء قصد من مروجها فان ثمة عقوبة تنتظره اقلها السجن والغرامة.الحال نفسه يجري للاسواق او المحلات او المجمعات التجارية، فقد يحدث ان هذا السوق بات قديما باليا لا يقدم السلع المطلوبة او ان السلع المقدمة من خلاله ضارة او ممنوعة، او ان السوق افتقدت لبعض عناصر الجذب او افتقدت دورها في الاقتصاد الوطني، مع ملاحظة هامة يمكن ان تقال هنا وهي ان السوق قد يكون قديما واثريا لكنه يشهد حركة تجارية رائعة والسبب في ذلك ان ثمة عنصر جذب في السوق يجعله يحافظ على هذا الوضع ..ففي حال ما اذا افتقد هذا العنصر فقد مبرر وجوده وصار مؤهلا لان يغلق او ينتهي فالسوق لا يكون للتسوق دائما بل يكون لمتعة التسوق ايضا وبالتالي فلا نقصد بانتهاء الصلاحية للسوق، الجانب الزمني والتاريخي، بل قد يحدث العكس فالسوق كلما تقادم عمره الزمني ازداد جاذبية ليست بالضرورة تجارية بحتة ، بل قد تكون سياحية تساهم بدورها في دعم نشاطها التجاري.
والسؤال الهام هنا: كيف يفقد السوق او المجمع او المحل صلاحيته ويصبح منتهي الصلاحية لا حل لدى صاحبه سوى الاغلاق؟
يفقد المحل او السوق او المجمع صلاحيته اذا فقد علاقة الود بينه وبين زبائنه كأن سمعته سيئة في ترويج سلع رديئة على الدوام كما يفقدها اذا كانت تقدم سلعا غالية الثمن ويسرع بنفسه الى الهلاك اذا كانت سلعة متواضعة الجودة مرتفعة السعر.والامر الاخر الحيوي المعاصر اذا افتقد هذا السوق الى عنصر هام في عملية التسوق، وهي "صفة التسوق" ففي هذه الحالة يتحول السوق الى سوق موسمي تفرضه الحاجة لا الرغبة فالكثير من الناس يبحثون عن الحاجة دون اهمال الرغبة وهي التطلع للسعادة والابتهاج.ويزداد السوق انحطاطا اذا كان مصدرا لمجموعة مشكلات كأن يروج في هذا السوق مواد ممنوعة ومخالفة للمواصفات او ان المتسوق بدلا من ان يخرج من السوق بسلعة اشتراها يخرج بمخالفة مرورية او بـ "خناقة" تنقله الى السجن حينها لن يكون هذا السوق سوقا بل وكرا..اعتقد ان هناك امثلة كثيرة لاسواق فقدت صلاحيتها بعضها ولد ميتا والبعض الاخر ولد وعاش ثم مات ولم يدر به احد والبعض الاخر جاء الى الحياة سقطا.