خبراء الشأن الاجتماعي والثقافي في هيئات كاليونسكو وغيرها من المؤسسات البحثية الدولية يكشفون عن احوال قاتمة للشباب والمراهقين من الجنسين في العديد من مجتمعات العالم المتقدم والنامي.. بل ان الشباب فيما دون سن الخامسة والعشرين يعدون الشريحة الاعلى في قوائم تعاطي المخدرات وادمان الكحوليات واحتراف الجريمة في كل من فرنسا وبريطانيا والمانيا في السنوات الخمس الاخيرة..
وتحذر هذه التقارير من تزايد الفجوة الاتصالية والتفاعل المؤثر بين الآباء والامهات والشباب من الجنسين, وانحسار في نظام القدوة الاسرى والاجتماعي في حياة الشباب في مقابل مزيد من التعلق بالتليفزيون ومنتديات الحوار وغرف الدردشة على الانترنت.. مشاكل جيل الطفرة الاتصالية هذا الفاقد للاتزان تكاد تكون موجودة في العديد من المجتمعات الغربية او الشرقية مثل مجتمعنا وبنسب متفاوتة حسب مساحات طرحها والتعبير عنها من مجتمع لآخر.. الشباب في مجتمعنا وان كانوا يواجهون نفس مشكلات جيل الشباب في اي مجتمع آخر سواء بالتمرد على السلطات الاسرية والاجتماعية وارتكاب مخالفات اخلاقية او التورط في ممنوعات، الا انهم يعانون عدم اهتمام وسائل الاعلام بطرح قضاياهم وتحريك مؤسسات التربية والارشاد النفسي والاجتماعي في المجتمع للتعاطي معهم ومع همومهم بمسؤولية وجدية بعيدا عن اسلوب الوصاية والاوامر والتزمت في التفاعل معهم.. فالفارق بيننا وبين شباب اليوم يكمن في اننا لا نستوعب كيف يفكرون وما القضايا التي يفكرون فيها.. فجوة الاجيال مسألة في غاية الطبيعية بين الآباء الذين لايقبلون الا ان يكون ابناؤهم نسخة مكررة لهم, وبين الابناء الذين كثيرا ما يرفضون افكار وآراء ابائهم ويتهمونهم بعدم التفهم والقسوة.. اعتقد ان هذه الفجوة في طريقها للانحسار كون آباء وابناء عالمنا اليوم وجدوا انفسهم في عوالم التليفزيون والكمبيوتر.. ومن السهل جدا على الأب والام محاكاة اساليب تفكير الابن او البنت والتفاعل مع همومهم وما يدور في رؤوسهم من وقت لآخر.. لكن هذا مشروط بارادة الآباء وحرصهم على معاونة الابناء لتجاوز القدر الاكبر من هموم حياة اليوم..
