لم يكن سهلا على خليفة دخيل الضبيب ان يقرر ترك التدريس في جامعة تقنية شهيرة مثل جامعة الملك فهد للبترول والمعادن. وما كان هذا القرار المصيري الذي غير مجرى حياته وحوله من العمل الأكاديمي الى عالم المال والأعمال سوى خطوة مهمة جعلته يرتاد منطقة أخرى ويدخل تجربة جديدة ويحقق نجاحات متميزة تضيف الى ما حققه من نجاح في ميدان العمل الاجتماعي التطوعي من خلال رئاسته لجنة المقاولين في الغرفة التجارية الصناعية بالمنطقة الشرقية وإنشاء صندوق لتدريب طلاب المرحلة الثانوية خلال فصل الصيف واستثمار وقت فراغهم في اكتساب مهارات جديدة.
ويعتز خليفة الضبيب ـ الحاصل على ماجستير الهندسة المدنية من جامعة واشنطن ـ سياتل في الولايات المتحدة الأمريكية ـ بتجربة العمل الأكاديمي التي اقترب خلالها من طلاب العلم وتعرف ـ عن كثب ـ على دور التعليم في تطوير الموارد البشرية وفي صناعة (الإنسان) أغلى وأهم ما نملك من ثروات, ومع ذلك فهو يحمد الله ان وفقه لاتخاذ هذا القرار الذي أتاح له ـ بعد سنوات من العمل والكفاح ـ ان يصبح الشريك ومدير عام شركة الضبيب والسليم, وشريك مركز الخبر الهندسي والاستشاري, وعضو مجلس إدارة شركة جي تي ئي تليكوم العربية السعودية وشركة نسمة للأغذية المحدودة وشركة الجزيرة للمشروعات السياحية ورئيس مجلس إدارة شركة المشروعات السياحية (شمس).
وعضو مجلس إدارة الغرفة التجارية الصناعية بالمنطقة الشرقية في الخبر, ولد خليفة الضبيب وبين الخبر والبحرين نشأ وترعرع بين والده وأعمامه, وفي البحرين حصل على المرحلتين المتوسطة والثانوية مع مجموعة من أبناء الأسر السعودية المقيمة في البحرين ليتقدم بأوراقه الى ثلاث كليات هي كلية الطب في جامعة عين شمس في القاهرة, وكلية الهندسة في جامعة بغداد وكلية البترول والمعادن في الظهران (جامعة الملك فهد حاليا) ويقبل في الكليات الثلاث, ولكنه يفضل الالتحاق بكلية البترول والمعادن لوجودها بالمملكة, ولمستواها العلمي المتميز, وبعد ان انهى برنامجه الدراسي بها ابتعث للدراسة في أمريكا على حساب الجامعة ليحصل على بكالوريوس الهندسة المدنية من جامعة كلورادو ويعود الى المملكة ليعمل معيدا في كلية البترول والمعادن لمدة عام ونصف ثم يسافر مرة اخرى الى الولايات المتحدة الأمريكية لدراسة الماجستير في جامعة واشنطن ـ سياتل وكانت اطروحته عن هندسة الطرق.
بعد حصوله على الماجستير التحق خليفة الضبيب ببرنامج الدكتوراه في جامعة كلورادو ويمضي عاما واحدا, ثم يعود الى المملكة وقد بدأت مرحلة الطفرة الاقتصادية ويقرر انشاء مصنع للطابوق ذات مواصفات خاصة بادئا مرحلة العمل الحر ثم يؤسس شركة الضبيب والسليم مع المهندس حمد عبدالعزيز السليم تدريجيا عملية البناء وتعمل في مقاولات الاتصالات ذات التقنية العالية مثل تمديد الكابلات الرئيسية في مدينة الجبيل الصناعية وتمديدات الاتصالات في مطار الملك فهد وبعض مشروعات أرامكو وتمديد كابل الألياف البصرية بطول 800 كيلمو متر من مدينة أبقيق الى منطقة شيبة.
عن رؤيته لقطاع المقاولات يقول خليفة الضبيب ان هذا القطاع استطاع ـ في فترة من الفترات ـ ان ينافس الشركات العالمية ويحصل على مشروعات كبرى إلا ان انتهاء مرحلة الطفرة اثر على المقاولين وقلل أعمالهم وجعل هامش الربح متواضعا وبعضهم يعمل فقط ـ لضمان استمرارية شركته.
ويرى ان مؤسسي بعض الشركات والبيوت التجارية يجب ان يفكروا في تحويلها الى شركات مساهمة محدودة للمحافظة عليها من الانهيار بعد وفاتهم ولحمايتها مما قد يحدث من خلافات الأبناء.
ويرى ان الشركات الكبيرة والتي تمتلك كوادر فنية وإدارية مؤهلة مقدرات مالية جيدة قادرة على الاستمرار في السنوات المقبلة والمنافسة مع شركات دولية عملاقة والخوف يكون على الشركات الصغيرة, وان كانت هناك شركات تستطيع ان تدخل المنافسة بحجمها الحالي فالأمر يتعلق ـ في الأساس ـ بالقدرات وليس بالحجم فقط.
ويرى ان قطاع الكهرباء سيحمل ـ بعد تخصيصه ـ فرصا واعدة للمقاولين بالعمل في المشروعات التي ستطرحها الشركة الجديدة, خصوصا ان الطلب على الطاقة في ازدياد مستمر سواء من ناحية التوليد او التوزيع او النقل.
وعن الانجازات التي حققتها لجنة المقاولين في الغرفة التجارية الصناعية للمنطقة الشرقية التي عمل رئيسا لها لسنوات طويلة يرى ان أبرز هذه الانجازات هو الحاق الطلاب في فصل الصيف بدورات دراسية على حساب المقاولين بعد ان نجح في اقناع مجلس ادارة الغرفة ـ قبل خمس سنوات ـ بجدوى انشاء صندوق لتدريب الطلاب في الصيف, حيث يتم الحاقهم بدورات دراسية في الجامعات والمعاهد الخاصة على ان يتحمل المقاولون تكلفة الدراسة ورحبت مكاتب العمل بالفكرة ودعمتها وقدمت جامعة الملك فهد أول برنامج صيفي لتدريب الطلاب وحقق البرنامج نجاحا ملحوظا ويزداد من عام الى آخر اعداد الطلاب الراغبين في التدريب من خلاله.