توقع رئيس كوسوفا ابراهيم رجوفا ان يكون مصير النظام العراقي كمصير صنوه نظام سلوبودان ميلوسفيتش وان يتخلص منه الشعب العراقي بطريقة او اخرى كما تخلص الصرب من ميلوسفيتش الذي يقبع الآن في سجن المحكمة الدولية لجرائم الحرب في لاهاي جراء جرائمه الكبرى في كوسوفا والبوسنة وبقية مناطق يوغسلافيا السابقة .
وذكر رجوفا في حديث لوكالة الانباء الكويتية (كونا) ان الحق والعدالة سينتصران في النهاية طال الزمن او قصر معتبرا ان العالم الذي اصبح صغيرا اليوم ويتأثر كل جزء فيه بما يجري في الجزء الآخر ولايجوز فيه السكوت عن جرائم في مكان ما والتعامل مع نتائج جرائم في مكان آ
خر مشددا على وحدانية المعايير ضمانا للحفاظ على مصداقية المبادىء والافعال. لكنه ذكر ان هناك جدول اولويات تخضع لظروف واعتبارات متباينة قد يختلف احد حول موقع مشكلة او اخرى على ذلك الجدول مشددا على ان التخلص من الانظمة الدكتاتورية والاكثر خطرا منها هو اولوية تفرضها معايير انسانية شمولية لان بقاء تلك الانظمة جاثمة على صدور شعوبها وخطرا على جيرانها هو تعطيل مستمر للتنمية والتطور والحياة. من ناحية اخرى اشاد الرئيس رجوفا بدور الدول والشعوب الصديقة في الغرب والشرق لمساهمتها في تحرير كوسوفا وللدعم الانساني في اعادة الاعمار للاقليم الذي شهد تدميرا بشريا وعمرانيا كبيرين.
واشاد رجوفا بالهيئات الانسانية من دول عربية واسلامية لمساهماتها الفاعلة في تخفيف وطأة الحرب والدمار التي واجهها سكان الاقليم وغالبيتهم من المسلمين. واعتبر رجوفا ان بلاده تدين لاصدقائها في العالم في طرد قوات النظام الصربي الذي لم يكن عبئا على البان كوسوفا فحسب بل على الدول المجاورة وعلى الشعب الصربي نفسه وخطرا على الامن الاقليمي في هذا الجزء الحيوي من اوروبا. واكد ان مسألة سيادة الاقليم واستقلاله تحتل رأس سلم الاولويات في عمل حكومته مشددا على ان هناك اجماعا لدى البان كوسوفا والذين يشكلون قرابة 59 بالمئة من سكان الاقليم على ضرورة الاستقلال التام للاقليم ورفض عودته مجددا تحت سيطرة صربيا.
واقترح رجوفا اجراء مفاوضات تحت غطاء الاتحاد الاوروبي او الولايات المتحدة او كليهما من اجل التوصل الى صيغة الاستقلال المطلوب في كوسوفا مشيرا الى ان المعتدلين من قادة صربيا يدركون هذه الحقيقة ويحرصون على التوصل الى حل مشرف للقضية.
واعترف رجوفا بوجود اعتداءات ومشكلات امنية مختلفة ضد الاقليات كالصرب والغجر والبشناق في كوسوفا لكنه اعتبر مشاركة ممثلي الصرب مؤخرا في السلطات المحلية الرسمية مؤشرا على اعترافهم بالواقع الجديد ورغبتهم في نسيان الماضي وفتح صفحة جديدة من العلاقات بين الاعراق والاقليات في كوسوفا والمنطقة.وذكر رجوفا ان منطقة البلقان كلها بما فيها صربيا وكوسوفا والبوسنة ستنتقل خلال السنوات الخمس القادمة وبشكل جماعي الى داخل الاطار الاوروبي لتصبح اعضاء في الاسرة الاوروبية مما يجعل مشكلات الحدود والسيادة الوطنية والقومية مسائل نسبية لا تستحق الاولوية لان الكل سيذوب عندها في الاطار الاوروبي الامني والسياسي والاقتصادي الموحد.