لم افقد الامل وانا ازوره لاخر مرة قبل اقل من 24 ساعة من وفاته فقد تحدثت مع ابنه الصابر الذي يبحث عن العلاج هنا او هناك في حين كان هذا الابن البار يتحدث وكأن القدر قد حل وودعته داعيا الله ان يلطف وان يعين وجاء الاجل المحتوم ولا راد لقضائه حيث لانملك الا الدعاء له بان يسكن الفقيد فسيح جنته وان يلهم ذويه ومحبيه الصبر والسلوان (إنا لله وإنا إليه راجعون) ومضيت ابحث في الذاكرة حيث توقفت عندما اعتقد انه اللقاء الاول فقد اكون التقيت بفقيدنا الكبير هنا او هناك في هذه المناسبة او تلك ولكني لا اتذكر الا ذلك اليوم الذي تكرم بزيارته لي في مكتبي في (المؤسسة العامة للكهرباء) بالرياض حيث عرض علي خطته وتصوراته لتطوير جريدة (اليوم) او (مؤسسة دار اليوم للطباع والنشر) مركزا على اهمية النسيج الوطني الذي يتبلور في مشاركة ابناء الوطن، جميع ابناء الوطن في دعم مؤسساته, نعم كان مهتما بان يشارك الكل دون تمييز ودون تفرقة لان الوطن للجميع والنهوض بالوطن ومؤسساته هو مسؤولية الجميع ومن هنا كانت دعوته لي للمشاركة او المساهمة في عملية التطوير تلك وفي شبه اصرار للانتساب لعائلة (اليوم) عبر المساهمة المادية كعضو في الجمعية العمومية والادبية عبر الكتابة في الجريدة.
واستمرت اللقاءات بابي خالد ـ يرحمه الله ـ تتطور كل يوم حيث دعاني للعمل في مجلس الادارة وتحولت العلاقة المهنية الى صداقة محفوفة بأبوه واحترام من لدنه يبعث على مزيد من الاحترام والتقدير لشخصه والكريم ومواقفه النبيلة تجاه الوطن وتجاه العاملين معه ومعارفه واصدقائه حيث لايفتأ يسأل عنهم ويحرص على اللقاء بهم والاهتمام بشؤونهم في السراء والضراء.
وكم استفدت مما يرويه من قصص وتجارب ومواقف مع المسئولين في الماضي والحاضر تتجسد فيها الروح الوطنية الخالصة لله بالاضافة للموعظة والدروس. نعم لقد فجعنا جميعا بفقد الراحل الكبير ولكن هذه سنة الله ولا راد لقضائه وعند الله نحتسبه واليه ندعو بالرحمة والغفران والى اولاده الاعزاء واسرته الكريمة بالعون والصبر والسلوان (إنا لله وإنا إليه راجعون)..