حقا ما كان له ان يرحل الا انها ارادة الله لا اعتراض عليها ولا راد لها, الشيخ حمد بن علي آل مبارك بموته يفقده المجتمع على اختلاف فئاته, لا يفقده اصدقاؤه من علية الناس ولا أبناؤه وأقاربه فقط, يفقده المجتمع بأكمله, يفقده الكبير والصغير, سيبكيه كثيرون منهم العجائز والأرامل ومنهم كبار السن والأيتام الذين كانت تمتد يده اليهم في الخفاء لا يريد ان يحس بها أحد.. حمد آل مبارك من الرجال الأفذاذ الذين ليس لهم عوض حينما يذهبون.. كان باب بيته مفتوحا, كان يعرف الناس ويحبهم ويحترمهم, كان يقضي أوقاته فيما هو مفيد في مكتبه وفي بيته وفي المسجد وفي الشارع.. انه بحق شيخ يحمل بين حناياه هموم الناس ومشاكلهم, كان بعيدا عن الأبهة وحب الظهور, كان يكره النفاق وأهله لا يجامل ولا يراعي في سفاسف الأمور, كان يشارك الناس افراحهم واتراحهم انه يتفقد كل من يعرفه ويسأل عنه ويتصل به او يزوره.. انه عظيم صلب الرأس لا يقبل باطلا لقد عاش صريحا واضحا لا يبحث عن مصلحة شخصية, لديه موازين للرجال قلما تتوافر عند غيره.. انه رجل عصامي شق طريقه في حياته بعصامية نادرة فتسلم المناصب وساهم في مختلف الأنشطة وصار من عيون المجتمع وعاصر الصحافة وقاد جريدة (اليوم) الى ان وصلت الى ما وصلت اليه اليوم.. مناقبة لا يمكن عدها ولا حصرها.
حمد آل مبارك رحمه الله أحبه ويحبه كل من عرفه او يعرفه عن قرب, انه يحب الناس ويعرف الناس ويريد الخير لكل الناس وكل ذلك لم يلغ شيئا من مكانته وقيمته وهيبته بل زادها عزا وعلوا ورفعة.. ان الكلمات تتفلت مني فلا اجدني قادرا على ان اضفي على هذا الرجل حقه مما هو أهل له, واكتفي بطلب المغفرة والرضوان له والعوض في ابنائه البررة الكرام الأفاضل.
