يخشى وكلاء الشركات الامريكية في الشرق الاوسط ان يؤدي نشوب حرب في العراق الى تكثيف حملة مقاطعة المنتجات الغربية التي انطلقت قبل عامين مع بداية الانتفاضة الفلسطينية وبدأت تسجل انحسارا في العديد من الدول العربية.
واعلن منظمو الحملة ومقرهم في القاهرة لوكالة فرانس برس انهم يستعدون لاعادة تحريك مقاطعة المنتجات الامريكية والاسرائيلية اضافة الى البريطانية، بسبب الازمة العراقية وتكثيف الهجمات الاسرائيلية في الاراضي الفلسطينية.
وكانت الحملة قد انطلقت بعد اندلاع الانتفاضة الفلسطينية الثانية في الاراضي الفلسطينية في سبتمبر 2000، وبلغت ذروتها اثناء عملية السور الواقي" الاسرائيلية التي اعيد خلالها احتلال الضفة الغربية في نهاية مارس 2002، الا ان حملة المقاطعة بدأت بالانحسار بعد اشهر عدة بحسب رجال اعمال عرب.
ومع ذلك، فقد حذر محمود القيسوني المسؤول في شركة مصرية تدير عددا من فروع مطاعم الوجبات السريعة ان الموجة المقبلة ستكون كاسحة، كارثة".
واعلن ان المبيعات في اكثر من 550 مطعما للوجبات السريعة في مصر انخفضت بنسبة 20% في ابريل الماضي وبنسبة 65% في نهاية يونيو قبل ان تعود الى معدلها العادي في اكتوبر.
واثناء موجة المقاطعة الاولى، تراجع حجم المبيعات بنسبة 5% بعد اندلاع الانتفاضة وبلغ التراجع 18% في يناير 2001 قبل ان يعود الى مستواه الطبيعي خلال الاشهر اللاحقة.
وتصدى ممثلو المنتجات التي طالتها المقاطعة لذلك بحملة مضادة نشرت في وسائل الاعلام وركزت على ان عددا كبيرا من الشركات التي تبيع المنتجات الامريكية مملوكة لمواطنين عرب وان المقاطعة تؤثر بالتالي على مصالح هؤلاء وموظفيهم العرب.
وطالت المقاطعة ايضا مبيعات المشروبات الغازية وبعض المنتجات الغذائية والادوية، بحسب مصادر صناعية.
ففي الاردن ولبنان وسوريا، توقفت بعض المستشفيات الخاصة لفترة عن شراء منتجات من شركة بريستول-مايرز سكويب" الامريكية لصناعة الادوية، لكن غالبية هذه المستشفيات عاودت فيما بعد مشترياتها منها، كما اعلن نائب رئيس الشركة المكلف بشؤون المبيعات والتسويق في الشرق الاوسط مصطفى حسن.
واعلن حسن من مقره في القاهرة ان نقابة الصيادلة في مصر اكدت لشركات انتاج الادوية انها لن تقاطع المنتجات الامريكية المصنعة في مصر بموجب امتياز والتي تشكل 91% من حجم سوق الادوية في مصر.
ولا تزال لوائح المنتجات المطلوب مقاطعتها تتناقل في العواصم العربية داعية مثلا الى تجنب ارتياد مطاعم الوجبات السريعة الامريكية ومشروبات الكولا الغازية الأمريكية وغيرها.
وتتضمن اللائحة ايضا منتجات اسرائيلية وتوضح كيفية تحديد البضائع الاسرائيلية المصدرة بواسطة دول اخرى.
واعرب القيسوني عن خشيته من مقاطعة منتجات بريطانية خلال عمل عسكري محتمل ضد العراق لان لندن هي الحليف الرئيسي لواشنطن في هذه الازمة.
وبحسب عبد العزيز الحسيني احد المنظمين لحملة المقاطعة، فان مؤتمرا قد يعقد في نهاية يناير في دمشق لوضع استراتيجية شعبية تهدف الى تكثيف المقاطعة بسبب الاحداث في العراق والاراضي الفلسطينية.
وستنظم المؤتمر منظمات شعبية عربية عدة ونقابات مصرية واردنية وسورية ولبنانية وبحرينية واماراتية، كما اوضح الحسيني.