أخبار متعلقة
تأتي الجنادرية لهذا العام متميزة بكل ما تعنيه الكلمة من جميع النواحي ومعلنة الانطلاقة نحو العالمية بخطى قوية وثابتة وبدعم لا محدود من زارع بذرتها الاولى مولاي خادم الحرمين الشريفين الملك فهد بن عبدالعزيز ـ حفظه الله ـ وباشراف مباشر لكل دقيق وجليل بها من لدن سمو سيدي ولي العهد الامير عبدالله ـ حفظه الله ـ وما هذه الجنادرية الا حلقة من منظومة بدأت منذ ما يقارب الثمانية عشر عاما مضيئة للانسانية فكرا وثقافة امة اسلامية حميدة وشعبا عربيا اصيلا. ولعل اصدق ما يمكن ان يعبر عنه اي مهرجان خصوصا كالجنادرية درة المهرجانات العربية عن سعي للم الامة العربية ووحدة الامة الاسلامية دينا وفكرا وثقافة هو جنادرية هذا العام الذي ظهرت معالم ثماره الزكية بأوبريت هذا العام الذي صاغه فارس الفصحى الاول ومنارة الشعر النضالي عن الامة وقضاياها الدكتور عبدالرحمن العشماوي هذا الهرم الشعري الذي برز في مجال هموم الامة وقضاياها بروزا لم يبرزه غيره من ارباب الكلمة وعباقرة الشعر فجاء نص الجنادرية لهذا العام كصرخة مدوية من شاعر اسلامي المنهج وعربي الاصل معلنة للعالم كله ان الامة هذه ما زالت وستبقى جسدا واحدا ومصيرا واحدا مهما تفرقت بها الأهواء وتشعبت الغايات في غياهيب الزمان او تناءت بها مواقع الاوطان.
وفي سؤال للعشماوي عن شعوره بهذا النص وهذا الاوبريت الوحدوي العظيم قال:
انه لشرف عظيم لا يعادله شرف ان حظى بتكليف ولاة هذه البلاد الذين شرفوني به بان اكتب اوبريت هذا العام الذي بحق حاولت فيه ان اشخص فكر امة مشرق واوضح حال ابناء هذه الامة وهمومهم في قالب شعري واحد وفقت من خلاله الى كتابة نص اجتهدت فيه ان انقل للعالم اجمع ان هذه الامة ستبقى برغم جراحاتها واوضاعها المأساوية مشرقة بدينها وزاهية بروح فكرها الاسلامي الواحد فمهما كانت المآسي ومهما نأت بها الاماكن الا ان الهم واحد والمصير واحد والكل جسد واحد وجزء لا يمكن ان يتجزأ مصداقا لقول المصطفى صلى الله عليه وسلم (المسلم للمسلم كالبنيان يشد بعضه بعضا).
وستبقى هذه الامة جسما متماسكا وروحا واحدة ما بقيت السماء والارض وما دامت هناك قبلة واحدة ودولة موحدة فاعلة كدولتنا التي ما زالت وستبقى الى يوم الدين قلب الامة النابض وشمسه المنيرة في دياجي هذا العالم المظلم.
وفي سؤال للدكتور عبدالرحمن العشماوي حول رأيه في مهرجان الجنادرية بشكل عام اجاب: ان هذا المهرجان اكبر من ان يوصف او يعبر عنه فهذا الحدث الضخم حجما والاضخم فاعلية على مستوى العالمين العربي والاسلامي يعد همزة الوصل بين العرب والمسلمين من جهة والغرب من جهة اخرى فالامة في خضم هذا التناحر والصراع الفكري والثقافي للحضارات كلها وقفت وراء هذا الحدث الكبير لاقناعها بسمو هدفه وقوته في الذب والذود عن حياضها خصوصا انه نابع من منارة الامة وشعلتها.
وبكل تجرد وفقت جميع الندوات والفعاليات لمهرجان الجنادرية السابقة في تقريب وجهات النظر بين الغرب والمسلمين وفي ايضاح سمو الفكر الاسلامي والعربي ومبدأه العالي لدى الغرب والذي حاول بعض اعداء الامة وخصوصا من المستشرقين تشويه صورته بتزييف الحقائق وكل ذلك لم يأت من فراغ وانما جاء كنتاج طبيعي لما لقيه المهرجان من اهتمام شخصي من لدن مولاي خادم الحرمين الشريفين الملك فهد بن عبدالعزيز ومتابعة مباشرة من قبل سمو سيدي ولي العهد حفظهما الله حيث عملوا على جلب مثقفي الامة ومفكريها من جميع اصقاع المعمورة لتوحيد الكلمة وابراز رأي واحد للغرب نجحوا من خلاله وبكل جدارة في ايضاح صورة الاسلام كدين وكفكر وكمنهج حياة.
@ @ @
فنان العرب محمد عبده اشار من جانبه قال: ان سعادته لا توصف وهو يمثل المملكة للمرة الثامنة عشرة على التوالي في عرس الثقافة ومهرجان الادب الاول عربيا. وقال محمد عبده ان هذا المهرجان لهذا العام يعتبره نقلة نوعية ومتميزة عن جميع المهرجانات السابقة بسبب انه تزامن مع ما تعانيه الامة من تضعضع وتوتر عقب احداث الحادي عشر من سبتمبر وابان محمد عبده ان وجود شاعر كالعشماوي يعد علامة من علامات الذب والذود عن الامة وفنان كبير فنا وتاريخا كصباح فخري وملحن مبدع وراق كالدكتور عبدالرب ادريس سيعطي هذا المهرجان وهذا الاوبريت على وجه الخصوص طابعا شموليا وفريدا سيميزه عن جميع المهرجانات.
واختتم محمد عبده قوله انه يحمد الله على توفيقه له بان مكنه من خدمة مليكه وبلاده وامته طوال المهرجانات السابقة سائلا الله سبحانه ان يديم على هذه البلاد حكومة وشعبا عزه ونصره وان يتم عليه توفيقه ليواصل المسيرة كابن من ابناء هذا الوطن الغالي الذن نهلوا من فيض كرمه وهنئوا فيه برعاية ولاة الامر وهذا على حد قوله لا يرد الجميل للوطن الام ولكنه جهد المقل تجاه مليكه ووطنه. من جهته عبر صباح فخري عن فخره واعتزازه بهذا التشريف الذي يحلم به كل مواطن وفنان عربي ان يمثل في شمس المهرجانات ولؤلؤتها الجنادرية مشيرا الى ان الفن يعتبر احد روابط الامة ومن اهم ما تحتاجه في وقتنا الحاضر لنقل فكرها وصوتها للاخرين وليلم شتاتها وفرقتها مبديا شكره وتقديره للقائمين على هذا المهرجان ولكل من وقف معه ليلتقي باخوانه وزملائه في المملكة خصوصا فنان العرب الذي كان يتمنى منذ زمن ان يجمعهما عمل مشترك. من جهته عبر الدكتور عبدالرب ادريس عن قمة سعادته وفرحته الغامرة بمشاركته في اوبريت ليراه انه سيكون متميزا ومختلفا عن كل الاوبريتات السابقة بوجود عمالقة وقمم بكل ما تعنيه الكلمة شعرا وفنا.
وقال الدكتور عبدالرب ان وجود شاعر واديب كالعشماوي وفنان العرب وهرم كبير كصـــباح فخري اعطى هذا المهرجان زخما كبيرا خصوصا الاوبريت الذي ستكون له اصداء واسعة وسيلمس ذلك مع بدء اللحظات الاولى للاوبريت.
مشيرا الى انه حاول وبذل كل ما اختزنته موهبته الفنية واكاديميته من فن على مدى مسيرة ربع قرن في تلحين هذا الاوبريت ووضعه في قالب جميل وابان ادريس انه حرص من خلال تلحينه هذا الاوبريت وبكل دقة في صياغته جملة جملة وبشكل حذر على وجود علمين بارزين وهرمين كبيرين فنا وتاريخا كمحمد عبده وصباح فخري واختتم الدكتور عبد الرب ادريس حديثه بشكره وتقديره للقائمين على هذا المهرجان لما شرفوه به من تكليف يعد بحق اكبر وسام تلقاه في حياته.
محمد عبده
عبدالرب ادريس