هو المغفور له ـ بإذن الله ـ المرحوم الشيخ محمد بن عبدالله السلطان الملحم ويلقب بـ"محمد العمر" الذي انتقل الى جوار ربه عام 1408هـ أي قبل حوالي 15 عاما. وقد وقع تحت يدي كتاب باسم "الدر المكنون في شتى الفنون" وهو عبارة عن ديوان لاشعاره ـ رحمه الله ـ وهو نقطة من بحر ما ألفه شعرا ونثرا مما أثار شجوني ومن ثم قلمي.
وقد كان ـ رحمه الله ـ طيبا بكل ما تعني هذه الكلمة من معنى أيضا كان صاحب ابتسامة لا تفارق شفتيه ولسان رطب ذاكر لله سبحانه وتعالى كما ان ترتيله للقرآن مميز وعندما يبدأ في قراءته تتمنى ان يستمر طويلا نظرا لحسن تجويده وجمال مخارج الحروف لديه.
كان ـ رحمه الله ـ شاعرا منذ ان كان في سن الطفولة وكان شعره طويل النفس وتتجاوز القصيدة الواحدة من شعره المائة بيت وكان يعشق الاحساء وكثيرا ما أطلق لقريحته الشعرية للحديث عن الاحساء او بعض مناطقها كما في قصائد "عين الخدود"، "الاحساء درة" "هجر" " عين البحيرية" وغيرها كثير مما نشر في ديوانه وأكثر مما لم ينشر وكان ـ رحمه الله ـ يتوق للجلوس في ظلال النخيل والتمتع بطبيعة الله الخلابة ودائما ما كان يردد كلمة "سبحان الله" عندما يسمع طيرا مغردا في أحد نخيل الاحساء وقد لقبه الاستاذ عبدالله الشباط بعاشق الريف لما عرف عنه بشدة تعلقه بالريف.
كان الشيخ محمد جارا لنا في "المزروعية" لمدة تجاوزت الثماني سنين وكان صديقا حميما لوالدي ودائما ما يستقبلنا ببشاشته عندما نزوره في بيته وكان أيضا يزورنا في بيتنا كلما سنحت له الفرصة وأذكر انه في احدى زياراته لنا تحدث معي عن صلة الأرحام وأهميتها ووصاني ألا أقطع رحما ما حييت وفاضت عيناه من الدمع وهو يفسر لي احدى الآيات القرآنية الكريمة التي توصي الإنسان بوالديه خيرا.
ومن أطرف ما سمعته منه انه قال لأحد الناجحين في احدى السنوات بتقدير "مقبول" يابني مقبول أي قد قبلك الله أما ممتاز فانها كلمة تعني أنك مجتهد ولكن ليس الى درجة القبول عند الله!!
رحمك الله يا أبا عبدالله وأسكنك فسيح جناته فقد كنت نبراسا وأبا ومعلما.