على الرغم من التطور والتقدم الهائل الذي تعيشه معظم مدننا بالمملكة إلا ان هناك تأخرا وتخلفا في وسائل النقل العام ووسائطه فلا يوجد لدينا نقل عام داخل المدن بشكل منظم ومنضبط ولائق. كما لا يوجد لدينا تخطيط مدن يهتم بأمور النقل العام داخل المدن ولا توجد محطات توقف وانتظار وانطلاق ولهذا تزدحم طرق المملكة بالمركبات بكافة أنواعها وتؤثر سلبا على البيئة وعلى الطرق مما يشكل هدرا للاقتصاد الوطني وتطلب صيانة مستمرة للطرق وايجاد وسائل وبدائل للمحروقات لتقليل نسبة التلوث البيئي.
وللأسف على الرغم من اعطاء ومنح الشركة السعودية للنقل الجماعي (سابتكو) امتياز النقل داخل المدن وبين المدن منذ عام (1399 وحتى 1427) إلا ان هذه الشركة لم تقم بممارسة دورها الوطني والخدمي للمجتمع وأخذت تبحث عن الربح المادي بالدخول في نشاطات أخرى للنقل.
ومعلوم في كل دول العالم ان الحكومات تدعم النقل داخل المدن وتهيىء المحطات والمنشآت اللازمة وتؤمن وسائل المواصلات وبتكلفة مدعومة وميسرة للجميع.
وفي الآونة الاخيرة كثرت الدراسات حول ازدحام الطرق وكثرة الحوادث ولم نجد بعد تحركا تجاه ايجاد نقل عام داخل المدن منظم ولائق ولم تبادر وزارة المواصلات الجهة المنوط بها خدمات النقل الى ايجاد وسائل عملية وتنفيذ الدراسات على أرض الواقع.
والعالم من حولنا في تقدم مذهل في وسائل النقل ووسائطه حتى بات يعتمد على خدمة المترو بالمغناطيس ونحن هنا حتى خدمة الترام لم توجد بعد.
وبالتالي تبرز الحاجة الملحة الى التفكير الجدي والتنفيذ الفوري لايجاد خدمات نقل عام داخل المدن منظم ولائق يقلل كثيرا من الحوادث والتلوث والازدحام كما يعين الكثيرين على استخدامه عوضا عن الأجرة او السيارة الخاصة.
ووجود وسائل نقل ووسائط لائقة كفيل باتاحة مئات الفرص الوظيفية للشباب السعودي. كما يتيح نجاح جهود برامج السعودة في سيارات الأجرة ويقلل من صيانة الطرق.
كما ان الحاجة ملحة لاستقطاب القطاع الخاص والمستثمرين ورأس المال الأجنبي للاستثمار في شبكة النقل وايجاد خدمات النقل العام داخل المدن والبنية التحتية والمحطات والعمل على ايجاد شبكة مترو انفاق وخدمات الترام خاصة في المدن الكبيرة والرئيسية.
ناصر بن عبدالله آل فرحان
