عزيزي رئيس التحرير تحية طيبة وبعد.. مما لاشك فيه ان المراقب للحال العربي في الوقت الراهن لا يستغرب انهيار الاحداث فوق رؤوسنا حتى اصبحت توازي عدد النجوم! وتندرج تحت مسميات تلهب المشاعر العربية من ذلك كان مبدأ المقاطعة للسلع الاسرائيلية نعلم انه قد دشن لهذا الغرض منذ زمن مكتب خاص لكننا نفاجأ من آن لآخر بالاختراقات والتجاوزات التي تأتي من العرب انفسهم وترمز الى الوضع المزري في هذا العصر الذي يبحث فيه البعض عن مصالحه الذاتية ومكسبه الاقتصادي حتى لو كان على حساب كرامة الشعوب وقضاياها المصيرية.
فما استنكار تجار التمر السعودي للعديد من الدول العربية بسبب استيرادها التمر الاسرائيلي (عيني عينك) والعزوف عن التمر السعودي. فكيف تهنأ النفس وتطيب بالتمر الاسرائيلي.. فإسرائيل تقوم بالمهمة الخارقة في انعاش اقتصادها وازدهار تجارتها!! اليس من الاولى الشأن العربي.. اليس من الاولى الخزينة العربية؟ ام اعتدنا ان نقذف الاموال دائما في حضن عدونا لكي يصنع منها ما يدمرنا!! ويبيدنا اين تلك الاقلام والحشود الثقافية التي مازالت عباراتها الرنانة تخترق مسامع الصدى. وتركض خلف الاشلاء العربية المبعثرة! لماذا لا تصحو من سباتها!! وللاسف نحن شعوب بؤساء الضمير؟ مازالت ترقص على انغام الحضارات السابقة ولم يحاول احد السؤال كيف قامت وكيف ساهمت تلك الانامل الضعيفة ذات الامكانيات البسيطة في صنع اكبر حضارة امتدت من الشرق للغرب؟
انها والله عزة النفس المسلمة الابية.. التي تكاد تندثر من نفوس العرب فتجعلهم يسارعون الخطى نحو ثمرات اسرائيل البائسة متناسين فلسطين!! وما خفي اعظم.. فلا حول ولا قوة.. وليبقى مكتب المقاطعة العربية للسلع الاسرائيلية عبارة رنانة تطرز بماء الذهب وتوضع في برواز من الدم العربي وتعلق على جدار الصمت المهين.
@@ نورة العتيبي ــ عفيف
