قبل ان تكون الحرب هي الورقة الأخيرة التي يمكن التلويح بها ضد العراق فان الأمل يحدو العالم بأسره لتجنيب بغداد ويلات حرب ثالثة ستلحق ضررا فادحا بدول المنطقة بأسرها، فرغم تلويح الولايات المتحدة باستخدام القوة العسكرية لحسم الأمر الا انها مازالت تؤكد على لسان رئيسها أن الحرب ستظل خيارا أخيرا ان لم تحسم الأزمة العراقية القائمة سلما، ورغم التفاؤل الحذر بعدم اندلاع حرب جديدة في المنطقة الا ان الكرة تقف الآن في الملعب العراقي، فينبغي تدارك الأمر قبل وقوع الكارثة بالعمل جديا لنزع أسلحة الدمار الشامل ان كانت موجودة بالفعل بحوزة العراق، ويبدو أن الحديث عن احتمال نشوب حرب أو عدم نشوبها سابق لأوانه، اذ أن الأمر سيحسم من خلال فحوى التقرير النهائي الذي سيعرض من قبل المفتشين الدوليين على الأمم المتحدة التي بدورها ستعطي الضوء الأخضر لقيام الحرب في حالة عدم امتثال العراق للقرار الأممي المتعلق بنزع اسلحته التدميرية الشاملة ، وقبل صدور هذا القرار القاطع فان الأجواء مواتية ومهيأة رغم تصاعد الحشود الأمريكية في المنطقة لحل الأزمة سلما، فبامكان كثير من الدول في الشرق والغرب أن تفعل ادوارها الدبلوماسية لتجنيب العراق ودول المنطقة من مغبة وقوع الكارثة التي يبدو أن استبعاد وقوعها ليس محتملا ان لم تنشط تلك الأدوار بشكل مؤثر وفاعل لتفادي الحرب، ويبدو واضحا للعيان أن اللجوء الى أي حل سلمي لتفادي الحرب خير من وقوعها، وقد مرت بغداد بتجربة تحديات المجتمع الدولي وخرجت منهزمة في الحرب الخليجية الثانية، ولابد من استيعاب الدرس السابق بطريقة ايجابية وسريعة قبل اندلاع الحرب، وكفى ما مر بالعراق من أزمات طاحنة مازال يعاني منها الأمرين بفعل دخوله في حروب سابقة خاسرة، فهل آن للعقول الحاكمة في بغداد أن تستيقظ من أحلام عظمتها لتجنب شعب العراق ودول المنطقة افرازات حرب مهولة قادمة؟