امس كنت احكى في مسألة مصداقية الصحافة في مجتمعنا واهتزاز ثقة الناس في مجمل ما تعرضه الصحف من بضاعة تهم المواطن هنا, وذكرت ان الصحف مطالبة بخلق اساليب ضبط مهنية قدر ما تحمى سمعتها قدر ما تربي في الصحافي الموضوعية وتحد من الاجتهادات القائمة على تخمينات او ربما مصادر كلامية شعبية اومن داخل الاجهزة والجهات التي تتناول موضوعاتها..
والاهم من هذا وذاك المسؤول او القيادي في مؤسساتنا والذي من النادر ما يلتقي بالصحافة وهو على جهوزية عالية وبأسود على ابيض كما نقول.. في مسائل المؤتمرات والحوارات الصحافية التي تدعو لها الجهات العامة او الخاصة وسائل الاعلام, من الضروري جدا ان يكون القيادي مهيأ ذهنيا للحكي في القضايا المطروحة عن قطاعه في اوساط الجمهور.. وقبل هذا وذاك ان يكون بحوزته تقرير حالة كما نقول يفند فيه بدقة وبلغة واضحة وارقام صريحة كل ما يمس علاقة جهازه بالجمهور.. وهذا يعني ان يكون تحت يده معلومات مفصلة من اداراته لاتسمح بالاجتهاد لا من جانبه هو ولا من جانب الاعلام.. فعلا نحن اليوم في صناعة الاعلام او ادارة مؤسسات الخدمات في مجتمعنا مطالبون بالتعامل بالمعلومة لا بالخطابة والفلاشات واطلاق الشعارات والوعود التي لاتلبي حاجة واقعية وحقيقية فيما يمس علاقة المواطن بمؤسسات الدولة أوالقطاع الخاص.. اليوم للاسف مازلنا لا نقيم وزنا لحساسية ولخطورة المعلومة على المؤسسة ورأي الناس ومواقفهم منها.. ولانزال نفاجأ بالظهور المحموم لقياديين ومسئولين عن اجهزة تهم المواطن لايملكون حتى ابسط المعلومات والحقائق عن اجهزتهم.. ومع هذا يورطون اجهزتهم في مساحات عريضة من الشك واللامصداقية التي تسيء كثيرا لجهود الدولة ولنمو العمل المؤسسي.. هناك شيء اسمه واجب منزلي على اي قيادي ومسؤول عمله قبل الوصول للمايكرفونات وفلاشات الصحافة الا وهو معلومات وحقائق على ورق لايحتمل الاجتهاد ولا التخطئة ولا التكذيب وما ينتج عنه من حيرة وارباك للناس ويا الطاف الله..