يصف العقاريون التجارة في العقار بأنها تجارة آمنة لأنها في أسوأ الحالات تمرض ولكنها لا تموت.
وقد يكون ذلك احد اسباب استحواذ المساهمات العقارية على نسبة كبيرة من الاستثمار الكلي في البلاد العربية خاصة والنامية بعامة، هذا المدخل أردت منه ان اصل الى سؤال: هل الأمم تفنى وتموت أم تمرض وتضعف؟
ان سنة الله في خلقه قد جعلت فناء البشرية امرا مقضيا والساعة آتية لا ريب فيها كما ان الله سبحانه وتعالى قد اخبرنا في كتابه العزيز بان هلاك الامم الظالمة سنة قدرية (وتلك القرى أهلكناهم لما ظلموا وجعلنا لمهلكهم موعدا) فطغيان الامم وتجبرهم وعلوهم وافسادهم في الأرض وكفرهم وصدهم عن سبيل الله اشد انواع الظلم، وقد يطول الزمن ولكن عذاب الله واقع لا محالة, فمن قوم نوح الى قوم لوط ومرورا بفرعون موسى، عندما نقرأ قصص تلك الامم في كتاب الله يجب التوقف عندها كثيرا للعبرة والتدبر وزيادة الايمان والثقة بنصر الله.
الأمة الاسلامية هي خاتمة الامم لأنها تحمل خاتمة الرسالات لذلك فهي تمرض ولكنها لا تموت.
يشتد عليها المرض كلما بعدت عن أساس قوتها ومناعتها وهو الاسلام بمعانيه السامية ومقاصده الكلية وشريعته السمحة وعقيدته الصافية.
المشكلة الكبرى أننا نريد ان نواجه (العولمة) والاستعلاء الدولي والتفوق الغربي بربع الاسلام أو نصفه في احسن الحالات مع ان الاسلام كل لا يتجزأ.
لا يمكن فصل العقيدة والعبادة عن السلوك الفردي، ولا يمكن فصل الحدود عن العدل والمساواة وتحقيق الحياة الكريمة للانسان المسلم، ولا يمكن تحقيق العفاف والكرامة للمرأة بعيدا عن تعليمها واحترامها كانسانة وإعطائها حقوقها الشرعية كاملة ولا يمكن تحقيق النهضة والرقي بدون حرية فكرية وعمل جاد وانتصار لروح الجماعة على الفردية وحب الذات وتقديم الاجتهاد على التقليد. لا يمكن تحقيق التواصل الحضاري وتفاعل الأمم والدعوة الى الاسلام ونحن نعيش ثقافة العزلة والخوف من الآخر والتحصن خلف جدران وهمية تعصف بها الرياح من كل جانب.
بقدر ما نلوم الغرب على حضارته العرجاء وخوائه الروحي فاننا يجب ان نعيد النظر في ازدواجيتنا التي بلغت حد الادمان وعجزنا الذي اوصلنا الى مرحلة الجمود.
التحدي الذي يواجهنا ليس في قوة الغير ولكن في كيفية معالجة ضعفنا.
لا اخاف على الأمة من الموت ولكني اخاف من ان يستفحل الداء ويصعب الدواء وتطول فترة الاستشفاء.
يارب عجل لنا بالخير والسداد.
