DAMMAM
الخميس
34°C
weather-icon
الجمعة
icon-weather
34°C
السبت
icon-weather
37°C
الأحد
icon-weather
33°C
الاثنين
icon-weather
34°C
الثلاثاء
icon-weather
36°C

سوسن الشاعر

سوسن الشاعر

سوسن الشاعر
أخبار متعلقة
 
باسمنا جميعا نتقدم لضيوفنا الكرام عربا وأجانب بشديد الاعتذار لتعرضهم لتلك الاعتداءات التي لا تمت للبحرين او لشعبها او لتاريخها او لسمعتها, ونشاركهم في كل ما نشرته صحافتهم من استنكار لقصص رويت وصورت على لسان عائلاتهم تصف كيفية تعرض نسائهم واطفالهم وممتلكاتهم للاعتداء بالحجارة وبالعصي دون ذنب, ونؤكد اننا مدينون لهم جميعا بالاعتذار.. ونلتمس منهم العذر في شباب كانوا ضحايا خلافاتنا قبل ان يكونوا جناة عليهم. هناك (مفاهيم) في عقلية هؤلاء اعتقدوا انهم يملكون بها المبرر الكافي لأن يفعلوا ما فعلوه. احدهما قال أثناء التحقيق معه (أنا مراهق لا أدري ماذا أفعل) والثاني قال (أمي مطلقة واحد الخليجيين تسبب في طردي من العمل وانا ناقم واردت الانتقام). هذا الخليط غير المتجانس من المتهمين الذين تسببوا في أحداث ليلة رأس السنة وخليط آخر ربما يثور في مكان آخر سواء كان من بينهم اشخاص مدسوسون يتعمدون اشعال الفتيل ام لم يكن, معظمهم شباب لديه نقمة على شيء ما, فان استغلوا تلك (الهوجة) في تفريغ شحنة هذه النقمة دون ادراك لعواقب فعلتهم لاعتقادهم بان ما فعلوه مبرر او لعدم خشيتهم من عقوبة شاع في البلد انها دوما تأتي مخففة, من يضمن عدم وجودهم صدفة في (هوجة) اخرى تصلح للتفريغ نكون نحن فيها ضحاياهم؟ مليون مشهد يومي وكلمة ترن في آذانهم يوميا تضع حجرا فوق حجر لتراكم هذه النقمة, انهم خارج اسوار منازلهم يتسامرون بأحاديث قهاو وجلسات جانبية سمعوا بعض (طراطيشها) تدور حول حقهم المهدور واضطهادهم وضياع فرصهم وتهميشهم, ويباح لهم شتم الأجانب (قاتلهم الله) الذين سرقوا اللقمة من فمنا, والأعمال محدودة والرواتب حدث ولا حرج والبطالة في تزايد, سواد فوقه سواد ومستقبل بلا أبواب, ويسمعون في الوقت نفسه عن سراق المال العام معززين مكرمين مازالوا في مقاعدهم آمنين, ومجرمون تم العفو عنهم يتحدونهم وسلطة ظالمة ان كانت سلطة المدرس او كانت سلطة الداخلية, ثم ما هذا الحديث عن الخمر والدعارة وهؤلاء الذين يترنحون يتحدون مراجلنا. انهم يستمعون يوميا لأمجاد الأبطال والشهداء الذين غيروا التاريخ والذين تحدوا السلطات سابقا وكسروا حاجز الخوف من رجال الأمن ومن العقوبة وقيل لهم انه على يد هؤلاء تحققت هذه الانجازات التي ننعم بها الآن فوجدوا انفسهم الآن بلا ادوار يتحاكون بها امام زملائهم او يحكونها لأبنائهم مستقبلا, أليس فيما قاموا به بحث عن دور مشابه؟ (وهذا سؤال ورد في رسالة لاحد الشباب البحرينيين وهو احتمال وارد جدا. أليس هذا ما يدور من أحاديث في الشارع؟ ألا يقضي هؤلاء ثلاثة ارباع وقتهم في هذا الشارع؟ وان عادوا فإنهم يعودون لبيوت لا يجدون فيها أي حديث بديل يوازن لهم تلك المفاهيم التي غرست ويعطيهم جانبا آخر من الصورة, وقد يجدون غرفة مزدحمة بالكاد تتسع لأقدامهم وقد يجدون فيلا كبيرة خالية من ام وأب مشغولين اما بحفلات او بندوات او بلقمة عيش لا يهم المهم ان ذلك الوعاء المسمى عقلا تم ملؤه مما يقال في الشارع فحسب! والشارع هنا بالمعنى المجازي فأي مؤسسة (دينية تربوية تعليمية ثقافية رياضية) او مكان ترفيه قهوة او دكة على ناصية الطريق تعني الشارع أي خارج المنزل, واكتفى الام والأب هنا بنقل مسؤولية تعبئة هذا الوعاء الى كل العالم الخارجي عداهما. ألم تتراكم في عقلية هؤلاء مفاهيم شكلت وقودا كافيا لاشتعال ليلة رأس السنة؟ ألم يكونوا هم دائما وقودا لأكثر من نيرون, نيرون يريد ان يحرق الفساد الأخلاقي من اجل بناء مدينة فاضلة على اطلاله, او يحرق به الساسة والسلطة من أجل عدل مطلق سيحل على يديه, او يحرق به أي شيء لا يهم من أجل ان يقول (أنا هنا) كل نيرون من هؤلاء لم يصعد إلا بحرق وقود كان هؤلاء الفتية دوما هم الأكثر اشتعالا فيه, والأسهل توفرا في غياب الرعاة الأصليين (الوالدين), والضحية دوما هؤلاء الذين يظنون انهم الجناة وقت القبض عليهم! فيبدون الندم كما يفعلون الآن. *كاتبة بحرينية