اظنكم توافقونني الرأي اننا مجتمع متصالح جدا مع مسألة عبارات التضخيم ومفردات التبجيل للبني آدم في علاقاتنا وتفاعلاتنا الاجتماعية لا وايضا متصالحون جدا في الاتجاه المعاكس عندما يكون هناك موقف لنا من سين اوصاد من البشر ونخلع عليه اشنع مفردات السوء واقذع عبارات التقزيم وفي كل الاحوال للاسف لا يوجد مبرر منطقي لحالتي التطرف هذه خاصة عندما لا يستحق الشخص او الموضوع الذي نتعاطف معه كل تلك الاكوام من الاوصاف والمسميات.. ويبدو والله اعلم ان المسألة هذه دلفت الى خطابنا الصاخب بشكل فيه الكثير من المبالغة والتضليل للجمهور الذي لم يعد يميز بين من يستحق ومن لا يستحق اكرام الالقاب والصفات التي تمنح بالمجان لهذا الفنان وذاك اللاعب وتلك المذيعة او رجل الاعمال او المسئول وبلا ادنى قدر من المسئولية المهنية للصحافة كأداة تنوير وتصحيح لمسارات السلوك العام للافراد او المؤسسات.. شغل التكييل هذا للاوصاف والقدرات الخارقة للعادة على رأي اخواننا التوانسة مسألة لا تليق بالصحافي الذي يحترم مادته وعمله وجمهوره لا يليق ايضا بالصحيفة التي يفترض فيها الحياد والموضوعية لا تسويق شعارات ومفردات رائفة وتغرر بالجمهور وتكرس مبدأ الضحك على الذقون كما تقول.. صحيح ان هناك افرادا ومؤسسات يفرضون انفسهم وامثالهم واقعنا الاجتماعي ومن واجب الصحافي ان يفتش على مايليق بهم من وصوف وصفات تنصفهم شخصيا وتبرز وجودهم الاجتماعي بما يجعل منهم قدوة اجتماعية من حقهم على المجتمع الاحتفاء بهم والتعامل معهم بما يليق بادوارهم.. اما تسويق مفردات التميز والبروز والتفوق والاحتفالية لكل من هب ودب فهذه مسألة تنقص من مكانة الصحافي والصحافة ولا تحترم المجتمع اخلاقا غدا اكمل.