أخبار متعلقة
ردت اسرائيل على العملية الاستشهادية المزدوجة في تل أبيب بهجوم بطائرات الهليكوبتر على مدينة غزة وبمنع الفلسطينيين من حضور مداولات سلام في لندن. وأعلن القائد العام للشرطة الاسرائيلية شلومو اهرونيشكو أن عدد قتلى العملية المزدوجة في تل ابيب وصل الى 24 قتيلاً على الاقل، فيما وصل عدد الجرحى الى 100 جريح. وقالت مصادر الحكومة الاسرائيلية ان رئيس الوزراء ارييل شارون خفف رد الفعل العسكري على التفجيرين اللذين وقعا في منطقة يرتادها العمال الاجانب في تل ابيب في محاولة لتجنب الاضرار بالجهود الامريكية لكسب تأييد العرب لحرب محتملة على العراق. وقع الانفجاران امس الاول قبل ثلاثة اسابيع فقط من الانتخابات الاسرائيلية العامة التي قد تهيمن فيها المخاوف الامنية على اذهان العديد من الاسرائيليين مما قد يسهل سعي شارون للبقاء في السلطة.
رد انتقامي
وبعد بضع ساعات من وقوع الانفجارين قال شهود عيان في مدينة غزة ان 14 صاروخا على الاقل اطلقت على اهداف من بينها مسبكان يقول الجيش الاسرائيلي ان الفلسطينيين يستخدمونهما في صناعة الاسلحة في انتفاضتهم ضد الاحتلال الاسرائيلي المستمرة منذ نحو 27 شهرا. وقال مسؤولون فلسطينيون ان خمسة اصيبوا بجروح من شظايا الغارة التي وقعت عندما كانت الشوارع شبه خالية. وقالت مصادر اسرائيلية ان الحكومة قررت في اجتماع طارىء لمجلس الوزراء الامني بعد واحد من اخطر الهجمات التي تعرضت لها تل ابيب منذ بدء الانتفاضة منع الفلسطينيين من حضور اجتماعين مهمين هذا الشهر. وأضافت المصادر ان اسرائيل ستمنع كبار المسؤولين الفلسطينيين من السفر لحضور مؤتمر سيعقد يوم 14 يناير في لندن ترعاه الحكومة البريطانية لبحث السلام في الشرق الاوسط واصلاحات السلطة الفلسطينية التي تطالب بها الولايات المتحدة. كما ستمنع اسرائيل المجلس المركزي الفلسطيني من الانعقاد لاول مرة منذ عامين يوم التاسع من يناير للتصديق على الدستور الفلسطيني الذي يتضمن بندا يتعلق باستحداث منصب رئيس وزراء. وكان من المقرر ان يعقد اجتماع المجلس المركزي لمنظمة التحرير الفلسطينية في رام الله بالضفة الغربية. واعادت القوات الاسرائيلية احتلال اهم المدن الفلسطينية في الضفة بعد تفجيرات انتحارية وقعت في يونيو الماضي.
تحذير فلسطيني وحذرت السلطة الفلسطينية أمس من ان قرارات الحكومة الاسرائيلية المصغرة ردا على عمليتي تل ابيب ليس من شأنها سوى صب البنزين على النار وزيادة العنف وحالة الفوضى في المنطقة، مطالبة بتدخل دولي عاجل لوقف (التدهور الخطير). وقال صائب عريقات وزير الحكم المحلي الفلسطيني ان هذه القرارات (تصب البنزين على النار وهي قرارات لن تمنح اسرائيل الامن والاستقرار بل تعني استمرار الفوضى والعنف).
واكد ان منع الوفد الفلسطيني من التوجه الى لندن للمشاركة في المؤتمر الذي دعا اليه رئيس الوزراء البريطاني توني بلير الاسبوع المقبل (يعني عمليا منع الحديث في امكانية اعادة عملية السلام، كما ان منعنا من عقد اجتماع المجلس المركزي كمنع تنظيم الانتخابات الفلسطينية). وطالب عريقات دول العالم (بالتدخل الفوري من اجل وقف المخططات الاسرائيلية وتحقيق الانسحاب الاسرائيلي من الاراضي الفلسطينية لان ذلك اقصر الطرق لتحقيق السلام والامن).
اتصالات دولية
وقد اجرت السلطة الفلسطينية أمس اتصالات مع الامم المتحدة والولايات المتحدة والمجموعة الاوروبية وروسيا وعدد من الدول العربية خصوصا مصر والاردن لاطلاعها على (خطورة القرارات الاسرائيلية). وقال عريقات (بلغنا العالم تحذيرنا من مغبة احتمالات التصعيد الاسرائيلي وقصف غزة بالصواريخ) وتابع (سنواصل اتصالاتنا مع دول العالم). وفي حديث لاذاعة صوت فلسطين الرسمية اكد عريقات ان القرارات الاسرائيلية (جاهزة مسبقا وقد اتخذت حكومة شارون من عملية تل ابيب ذريعة لتنفيذ هذه القرارات التي تدلل على نيتها بمواصلة التصعيد وتدمير وانهاء عملية السلام). واضاف انه (لم يصلنا رد من الجانب الاسرائيلي بشأن طلبنا عدم عرقلة جلسة المجلس المركزي المقررة في التاسع من الشهر الحالي برام الله).
خلط الأوراق
وبعد أن أوشك اتفاق أن يتم بين حركة حماس والسلطة الفلسطينية في مصر على وقف العمليات الاستشهادية في داخل اسرائيل حيث أكدت كثير من المصادر المقربة من الطرفين توصلهما الى الاتفاق ، جاءت عملية تل ابيب لتعيد خلط الاوراق من جديد حيث قام استشهاديان من كتائب شهداء الاقصى التابعة لحركة فتح بتفجير نفسيهما في وسط تل ابيب مما شكل حرجا كبيرا لحركة فتح التي ترعى التفاوض مع حماس. وقعت العملية المزدوجة، في منطقة المحطة المركزية القديمة في تل ابيب. وقد وقع احد الانفجارين في شارع هجدود هعبري وأسفر عن مقتل عدة أشخاص، فيما وقع الانفجار الثاني على بعد عدة امتار في شارع نفي شأنان، الذي يرتبط بشارع (هجدود هعبري) وأسفر عن مقتل عدد آخر من المارة. فيما ذكر شاهد عيان ان الانفجارين وقعا بفارق 20 ثانية تقريبا. يشار الى ان شارع نفي شأنان، شهد في السابق عدة عمليات استشهادية.
الرد الصهيوني
وفيما قال رئيس الوزراء الإسرائيلي أرييل شارون تعقيبا على العملية الاستشهادية إن (الرد على ما رأينا اليوم هو فقط الطريق الصهيوني والشيء الأهم هو القدوم الى إسرائيل) أعلنت الاذاعة العبرية الاسرائيلية صباح أمس ان المجلس الامني والسياسي المصغر في اسرائيل قرر منع انعقاد المجلس المركزي التابع لمنظمة التحرير الفلسطينية المقرر عقده في رام الله الخميس المقبل والذي يعقد للبحث في الدستور الفلسطيني ودراسة خطة خارطة الطريق الأمريكية .واشارت الاذاعة الى ان هذا القرار جاء في اطار سلسلة الردود التي وضعها المجلس الامني الاسرائيلي والذي اجتمع الليلة قبل الماضية بقيادة شارون للرد على الهجوم المزدوج في تل ابيب .
واكدت الاذاعة ان شارون والمجلس الامني قررا القيام بعمليات عسكرية نفذ عدد منها الليلة قبل الماضية مضيفة انه تقرر تكثيف عمليات الاغتيال والتوغل في المناطق الفلسطينية للرد على عملية تل ابيب.كما قرر المجلس الامني الاسرائيلي منع مسؤول الشؤون المالية الفلسطيني سلام فياض ومسؤول التخطيط والتعاون الدولي نبيل شعت من السفر الى لندن منتصف الشهر الجاري حيث من المقرر ان يعقد رئيس الوزراء البريطاني توني بلير مؤتمرا حول الاصلاحات في السلطة الفلسطينية.على نفس الصعيد حمل المجلس الامني والسياسي الاسرائيلي رئيس السلطة الفلسطينية ياسر عرفات مسؤولية الهجوم المزدوج في تل ابيب بصفته القائد الاعلى لحركة فتح والتي أعلن ذراعها العسكري المسؤولية عن عملية تل ابيب.واتهمت عرفات بانه لا يبذل الجهد الكافي لمكافحة ما سماه بيان المجلس الأمني والسياسي الارهاب الفلسطيني .وأعلنت الاذاعة ان اسرائيل قررت اغلاق ثلاث كليات اسلامية في الضفة الغربية الا أنها لم تذكر أسماءها كما قررت زيادة الحصار والاغلاق على الكثير من المناطق الفلسطينية اضافة الى تقييد حركة الشخصيات الفلسطينية الهامة بين المدن المختلفة.
اعتقالات
وأعلنت الاذاعة ان الجيش الاسرائيلى اعتقل فجر أمس سبعة مواطنين فلسطينيين في حي تل السلطان في مدينة رفح بالقطاع .ونقلت عن مصادر عسكرية قولها ان اعتقال هولاء جاء خلال حملة واسعة النطاق على الحي المذكور قام بها الجيش الاسرائيلي هدم خلالها منزلا لاحد نشطاء حركة الجهاد الاسلامي .
السلطة تدين
واعتبرت القيادة الفلسطينية العملية التي وقعت في تل ابيب عملية خطيرة من أعمال العنف ضد المدنيين الإسرائيليين وأودت بحياة مدنيين إسرائيليين وعمال أجانب.وأدانت القيادة هذه العملية وقالت أنها ستقف بكل حزم بكل تصميم ضد الجرائم التي ترتكب ضد المدنيين الفلسطينيين أطفالاً ونساءً ورجالاً وبنى تحتية تعلن إدانتها القاطعة لهذه العمليات الإرهابية ضد المدنيين الإسرائيليين، وترفض منطق الثأر والانتقام الذي يبرر به البعض هذه العمليات ضد المدنيين الإسرائيليين. في نفس الوقت دعت القيادة الفلسطينية المجتمع الدولي إلى التدخل الفوري بما يمكن السلطة الوطنية واجهزتها الأمنية من تحمل مسؤولياتها والقيام بواجبها لضبط الأوضاع الأمنية تجاه كل قوة تواصل القيام بهذه العمليات ضد المدنيين الإسرائيليين ضاربة عرض الحائط بالمصلحة الوطنية الفلسطينية العليا، وقرارات القيادة الفلسطينية بهذا الخصوص.
اعتقال مراسل
وافاد مسؤول في نقابة الصحفيين الفلسطينيين ان اجهزة الامن الفلسطينية اعتقلت فجر أمس سيف الدين شاهين مراسل قناة الجزيرة القطرية في غزة على خلفية اجراء القناة مقابلة مع احد اعضاء كتائب شهداء الاقصى . وقال توفيق ابو خوصة نائب نقيب الصحفيين الفلسطينيين ان المخابرات الفلسطينية احتجزت فجر أمس الصحفي. واضاف ان اجهزة الامن الفلسطينية (بررت الاحتجاز بالاستفسار عن بعض القضايا) مشيرا الى ان قناة الجزيرة كانت قد اجرت فجرا مقابلة هاتفية مع شخص يدعى ابو قصي قال انه من كتائب شهداء الاقصى التابعة لحركة فتح وتوعد خلالها (باستمرار العمليات الاستشهادية ضد اسرائيل. وطالب ابو خوصة السلطة الفلسطينية) بسرعة الافراج عن الصحفي شاهين موضحا ان (اتصالات تجري مع الجهات الرسمية في السلطة الفلسطينية بهدف انهاء المسألة). وفي رام الله بالضفة الغربية المحتلة أكد سيف الدين شاهين ان المخابرات العامة الفلسطينية اعتقلته أمس الاثنين وتحقق معه بشأن بث بيان باسم كتائب شهداء الاقصى يعلن المسؤولية عن تفجيري تل ابيب. وقال سيف الدين شاهين (تم اعتقالي الساعة الثانية فجرا على يد جهاز المخابرات العامة وانا الآن داخل مقر الجهاز في منطقة السوداينة ويجري التحقيق معي حول بيان شهداء الاقصى). وكانت الجزيرة قد بثت بيانا قالت انه موقع باسم كتائب شهداء الاقصى المقربة من حركة فتح التي يتزعمها الرئيس الفلسطيني ياسر عرفات تعلن فيه مسؤوليتها عن انفجاري تل ابيب اللذين اوقعا 24 قتيلا و100 جريح امس الاول بينهم عدد كبير من العمال الاجانب. وكان اعلان المسؤولية عن التفجيرين بمثابة تحد للرئيس الفلسطيني الذي أدان بشدة التفجيرين في بيان صدر باسم السطلة الفلسطنية ووصفهما بانهما عمل (ارهابي).
تضارب
وتضاربت الانباء حول اعلان كتائب شهداء الاقصى عن التفجيرين حيث اصدرت بيانا بعد منتصف الليل تنفي فيه مسؤوليتها قائلة (نحن كتائب شهداء الاقصى ننفي قطعيا مسؤوليتنا عن العمليتين اللتين وقعتا في اراضي 1948 وليس لنا اي صلة بهما... كما نعلن التزامنا بقرارات القيادة وعلى رأسها الاخ الرئيس ابو عمار ونرفض الخروج عنها). كما ادانت حركة فتح العمليتين واصدر جهاز التعبئة التابع للحركة بيانا قال فيه انه ثبت (بعد مراجعة دقيقة لسجلات العضوية ان الاسمين اللذين ذكرا في بيان مدع انه صادر عن كتائب الاقصى... لا علاقة لهما بالحركة ولم يسبق انهما انتميا لها). وأدانت حركة التحرير الوطني الفلسطيني (فتح) أمس العملية الاستشهادية المزدوجة وحذرت كتائب شهداء الاقصى من استغلال اسم الحركة . وقالت في بيان (ان حركة فتح اذ تدين هذا العمل لتؤيد بيان السلطة الوطنية وتحذر اولئك الذين يستغلون اسم الحركة وقد اعذر من انذر). واكد البيان (ان توقيت هذه العملية ومكانها يدل على ان القوى التي وجهتها تهدف الى افشال الحوار الوطني الجاري في القاهرة وبرعاية مصرية وعربية ودولية والحاق سمة اللا انسانية بحركتنا عبر قتل المدنيين الابرياء الامر الذي يأباه تراثنا العربي والاسلامي).
البيان الأول
وكانت كتائب شهداء الاقصى التابعة لحركة فتح قد تبنت في بيان يحمل توقيعها العملية الاستشهادية المزدوجة كما تبنت مجموعتان أخريان هما الجهاد الاسلامي وحركة حماس العملية نفسها في اتصالات هاتفية بوسائل الاعلام. وجاء في بيان كتائب شهداء الاقصى (نجحت احدى وحداتنا الاستشهادية المكونة من الاستشهاديين براق رفعت عبد الرحمن خليفة وسامر عماد محمد ابراهيم النوري من مدينة نابلس في اجتياز الحواجز الصهيونية والوصول الى قلب الكيان الغاصب في تل ابيب مساء اليوم (أمس) وتنفيذ عملية استشهادية مزدوجة).
مسرح احدى العمليتين عقب وقوعها